عند الحديث عن «عالم الكوافيرات» فى مصر، فمن غير المنصف إهمال الجانب الآخر من المشكلة، والمتمثل فى أصحاب المحال نفسها، فإن كان العاملون بالمهنة يشكون دائما من ظلم أصحابها، فإن المسؤولين عن تلك المحال لهم رأى آخر مختلف. جيهان محمود- 32 عاماً- تملك «محل كوافير» بإحدى قرى مدينة شرم الشيخ السياحية، وتعمل بالمهنة منذ خمس سنوات، عانت خلالها «الأمرين» على حد تعبيرها، بسبب صعوبة الحصول على «صنايعية شاطرين»، فعلى الرغم من ارتفاع الرواتب التى تصل إلى ثلاثة آلاف جنيه، مع توفير إقامة مجانية بالفندق وطعام مجانى، إلا أنها لم تستطع الحصول على «صنايعى» ثابت فى محلها: «بيقولوا البلد فيها بطالة، مع إن فيه شغل، والشباب بيتبطروا عليه، كل شوية أعمل إعلانات فى الجرايد أطلب فيها كوافير، حتى لو معندوش خبرة ييجى وأنا أعلمه»، المشكلة التى تعانيها جيهان مع العاملين معها تتمثل فى عدم وجود أمانة وذمة، حيث تعرضت أكثر من مرة للسرقة، ولا تكتشف ذلك إلا بعد فترات طويلة، وذلك عندما يقوم العاملون بسرقة بعض محتويات المحل من كريمات باهظة الثمن و«ماسكات» و«شامبوهات». أما عن السمعة السيئة التى تلاحق معظم العاملين بمهنة الكوافير تقول جيهان «للأسف معظم اللى اشتغلوا عندى فى المحل أكدوا لى الصورة، سواء كانوا ستات أو رجالة، لأن كتير منهم بييجوا لأسباب تانية بعيدا عن الشغل». مشكلة التعامل مع ال «ستاف» أو «الصنايعية» لاحقت أيضا عايدة محمد، التى تملك محل كوافير بالإيجار فى القاهرة، حيث أكدت أن أصعب ما يتعرض له صاحب محل الكوافير هو توفير عاملين متميزين ومحترفين ولديهم أمانة: «كل ما تيجى لى بنت أدربها وأعلمها ألاقيها بعد كده بتخونى وبتسرقنى». أما السرقة التى تحكى عنها عايدة فهى سرقة زبائن المحل، من خلال الاتفاق معهن والذهاب إلى منازلهن دون إبلاغها، وبالتالى لا يستفيد المحل أو يحصل على أى نسبة من هذا العمل وهو ما يسبب خسارة لها. عايدة تفسر هذه الظاهرة بأنهن «مطلوبات فى السوق»، لذلك فعلى الرغم من اكتشافها لهذه الأخطاء ولسرقة زبائنها إلا إنها لا تستطيع فى الكثير من الأحيان أن تكلم العاملة لديها أو توبخها، خوفا من أن تتركها ولا تستطيع أن تجد غيرها. وتتراوح أسعار الرواتب التى تعطيها عايدة من ألف جنيه إلى ألف ونصف، غير البقشيش بالطبع، لكنها حتى الآن لم تستطع توفير عمالة ثابتة، حيث مر على المحل طوال عام من إيجاره أكثر من 15 عاملة. أما ريم لطيف، صاحبة أحد محال الكوافير فتغلبت على هذه المشكلة بطريقة عجيبة، حيث تكتب إيصالات أمانة على من يعملون لديها، ضماناً لعدم تركهم عملهم قبل تسديدها، وبذلك استطاعت أن تحافظ على العاملين لديها لأكثر من 10 سنوات، ويعتبر محلها الآن الأكثر شهرة فى منطقة مصر الجديدة، ولجأت ريم إلى تلك الطريقة بعد أن تعرضت لموقف صعب عندما تركها واحد من أقدم العاملين لديها بعد أن حصل على جميع الخبرات اللازمة، وافتتح محل كوافير خاصاً باسمه وأصبح منافساً قوياً لها فى السوق بعد أن استطاع أن يجتذب زبائنها.
