من منا لا يعرف سى السيد؟ هذا الرمز العظيم للرجولة، الذى عاش ومات قبل قيام الثورة إياها! وهى الثورة النسائية التى طالبت بالمساواة الاجتماعية والاقتصادية!.. نحن فى شهر المرأة حيث عيد الأم والعيد العالمى للمرأة الذى بدأ الاحتفال به منذ عام 1945 إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائى الديمقراطى الذى يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية.. وإنى لأنتهز بركة هذا الشهر فى أن أحث قلمى على الصيام عن التحقيقات الصحفية والمقالات الفكرية، فقد أتعبتنى كثيراً لكنى أعترف أنه تعب حلو لا أتمرد عليه إلا فى مثل هذه المناسبات لأنعم بقسط من الراحة على مائدة القضايا اللطيفة، كتلك المرفوعة على الرجل من قبل المرأة، وعلى المرأة من قبل الرجل!.. بشىء من الحيادية والتأمل العادل- أرى أن عصر ما قبل الثورات النسائية كان أكثر رفقاً بالقوارير حيث الأدوار المحددة، الرجل رجل، والمرأة مرأة، أما الآن فقد تشابهنا كثيراً- أى الرجال والنساء- سواء فى المظهر أو فى المخبر.. الرجل اليوم لم يعد منزعجاً من حدوتة المساواة، ذلك أنها أزاحت من على عاتقه جزءاً كبيراً من المسؤولية المادية، وأزاحت من أمامه المرأة لفترة طويلة من اليوم!.. والمرأة كذلك غارقة ما بين العمل خارج المنزل وداخله، وإن بقى لديها وقت فغالباً ستشاهد برامج حواء التليفزيونية لا لتطلب المزيد من المساواة وإنما لتعلن فيه اليوم الذى نادت فيه النساء بهذا المبدأ الأعرج! وفى النهاية، لا يسعنى إلا أن أهنئ نساء العالم بأعيادهن، وإذا كان حتماً ولابد أن تحتفلن.. فليكن هناك عيد للرجل أيضاً، وكذلك عيد للأب، وعيد للأخ، وعيد للعيد، وذكرى سنوية لرحيل سى السيد! أسماء عايد- كاتبة مصرية مقيمة فى إيطاليا
