قال خبير العلوم السياسية والشؤون الدولية، الأمريكى ناثان براون، إنه على الرغم من عدم وضوح مَنْ الذى سيمارس السلطة فى مصر إذا أصبح غياب الرئيس مبارك «دائماً»، فإن طريقة إدارة السلطة «واضحة»، وهى تكريس السلطات فى يد الرئيس، معتبرا أن «الفوضى» ستكون البديل فى حالة غياب مبارك. وذكر براون، الخبير بجامعة جورج واشنطن، فى مقال نشرته مجلة فورين بوليسى، أمس، أنه بغض النظر عن أخطاء النظام السياسى المصرى إلا أنه حدد بشكل عام مَنْ هو المسؤول، مشيرا إلى «أن النظام المصرى بالكامل تمت هيكلته بعناية لكى تكون جميع خطوط السلطة فى يد الرئيس». ونوّه براون - زميل بمركز ويدرو ويلسون الدولى للأبحاث - بأن الحكومة تسمح لأحزاب المعارضة بالعمل طالما كانت «ضعيفة وعنيدة ومبتعدة عن الشوارع والصالونات السياسية»، مضيفاً أن حركات المعارضة «الحقيقية» تم احتواؤها، كما أنها تتعرض ل«قمع شديد». واعتبر أن الاتهامات الموجهة لقادة الإخوان المسلمين «غير قابلة للتصديق»، مضيفاً أن مكتب الإرشاد قادر على تنظيم اجتماعات داخل السجون وداخل مقرهم بالقاهرة «المزدحمة». وقال براون إنه خلال زيارته للقاهرة الأسبوع الماضى ومقابلته عددا من أعضاء الإخوان، تبين له أن الجماعة فى حالة مزاجية «دفاعية ورجعية»، وأن إجاباتهم عن أسئلته حول خططهم دائما ما تأتى بمصطلحات حول «قمع الحكومة»، مضيفاً أن الجماعة «غير مهتمة بما تفعله لكن بما يحدث لها». وأضاف أن «نجاح الجماعة حقيقى ولكنه غير مكتمل»، معتبرا أنه من دون «المشاركة الإسلامية» سيواجه النظام المصرى «معارضة المتظاهرين المبتدئين والمفكرين»، مؤكدا أن «خجل الجماعة مفيد للنظام، وليس تهديداً له، لأنه يلعب دور الشبح فى تخويف الليبراليين والحكومات الغربية». ووصف «براون» محمد البرادعى بأنه يمثل «احتمالاً صغيراً» نحو التغيير و«حلماً كبيراً»، لافتا إلى أنه لو تحقق ذلك الحلم فإن البرادعى لن يكون قادراً على إرضاء الجميع، بداية من الإخوان حتى «واشنطن بوست»، لكنه شدد على أن البرادعى «ظاهرة مهمة ومزعجة للنظام».