عندما تكتب فى «المصرى اليوم» فأنت تلعب فى المنتخب.. بصورة من الصور ومعنى من المعانى.. هناك فرق وطعم تانى.. وإن جئت من الأهلى، أو كنت من الوفد.. لديك رصيد فى الملاعب وتاريخ عريق ومليون نسخة.. كل هذا مفهوم، ولكن الدنيا تغيرت والزمان تغير.. فنحن الآن فى زمن «المصرى اليوم» وأخواتها.. دون أدنى شك! حين تلعب فى المنتخب فأنت بين أمرين.. إما أن تلعب بطريقتك التى اعتدتها، وإما أن تلعب بطريقة جديدة يمليها عليك مركز اللعب الجديد.. وعلى أى حال فأنت، بلا شك، فى «مود» مختلف، ولديك رغبة فى إسعاد جمهور المنتخب.. وهو جمهور يتجاوز حدود الأندية، ويشجع المنتخب كله بلا تمييز، كما يشجع اللعبة الحلوة، بعيداً عن التعصب الأعمى للأندية! حين تلعب فى المنتخب فهى نقلة نوعية.. وإن كانت لا تخلو من إحساس بتكريمك على مجمل مشوارك.. كما أنها تحمل أيضاً اعترافاً للنادى الذى جئت منه، وفى هذه الحالة فكل من التكريم والاعتراف متفق عليه، أما الحديث عن طريقة اللعب، فلا تختلف إلا فى الروح.. صانع الألعاب هو صانع الألعاب.. قد تكون لديه فرصة أكبر للإبداع.. وهى ميزة فى حد ذاتها! حين تلعب فى المنتخب لا تنسى الذين يلعبون بجوارك، تعرف أنك لست وحدك، نعم مسموح لك بالمهارات الفردية، لكن هناك نقطة نظام وحيدة، وهى أنك تلعب لترفع اسم مصر.. وإذا كان اللعب مع المنتخب نقلة جديدة وعتبة جديدة.. فلابد أن تتذكر أن العتبات «أقدام».. وتحضرنى هنا عتبات ثلاث.. واحدة يدخلها عريس.. وأخرى يدخلها رئيس.. وثالثة يدخلها كاتب! والعتبات الجديدة تحمل أشواق التغيير.. وتبعث على الفرحة، لكنها قد لا تنسيك شيئاً من عبق الماضى، ولا عراقته، سواء كانت العتبة الجديدة فيلا أو قصراً.. وأظن أن أقرب عتبة سياسية واجتماعية إلى الذهن، هى عتبة الدكتور أحمد نظيف، كانت فى أكتوبر فدخلها وزيراً للاتصالات، ثم انتقل إلى عتبة جديدة فى الصحراوى رئيساً للوزراء، بعدها تحولت إلى عتبة اجتماعية حين دخلها عريساً.. وهكذا العتبات أقدام.. والدكتور البرادعى أيضاً دخل عتبة فيلّته فى منتجع جرانة، رمزاً للتغيير ومرشحاً محتملاً للرئاسة! العتبات أشكال وألوان، وتثير فيك مشاعر إنسانية مختلطة، بعضها يصبح ميلاداً جديداً، وبعضها يبقى مجرد عتبة لا أكثر ولا أقل.. وحين ألتقى عبر هذه النافذة قراء «المصرى اليوم»، أعرف أن «الفيو» قد يختلف، بقدر ما يتاح له من رؤية النيل أو رؤية الهرم، فهناك شعور داخلى بأننى أنتقل من بيت الأمة إلى بيت الأمة أيضاً، فقد أريد ل«المصرى اليوم» عند تأسيسها، أن تكون على مبادئ الوفد الحزب، وبنكهة الوفد الجريدة، ومرت الأيام وأصبحت لها خلطتها السرية والسحرية، وتذكرنا معها أيامنا الخوالى! ربما يقول قائل: التوقيت غير مناسب الآن، بينما هناك عاصفة ترابية، أقول إنها ليست معركة خصوم مهنة، ولا خصوم سياسة، ولا هى معركة من الأصل، قد تكون مناوشات أو أى شىء آخر، لكنها لا ترقى لأن تكون معركة، بدأت بغيرة حقيقية، على حزب عريق.. لا يملكه الوفديون وحدهم، وإنما هو ملك لمصر كلها، لذلك ستكون أقصر معركة.. نعم هناك من ينفخ فيها من الشامتين، ولكن هناك عقلاء يقولون: مش وقته أبداً! مصر تحتاجنا معاً.. لذلك سنلعب معاً.. نحلم للوطن، ونعرف مكانة اللاعبين والكوتش والجمهور والملعب.. نسعى لتغيير النتائج على الأرض، كى تليق بمكانة مصر أولا وقبل أى شىء، وإن قالوا إنكم تستهدفون قلب نظام الفيفا.. الحكم سابقاً!