ساقنى حظى العثر أن أكون أمام التليفزيون وأشاهد مباراة اتحاد الشرطة أمام المنصورة، وأنا هنا لا أتطرق إلى مستوى المباراة وغياب مبادئ كرة القدم عن كثير من اللاعبين، ولكننى أتحدث عن الحدث الكبير الذى انفجر فى الدقيقة 67 ويتحدث عنه الآن الشارع المصرى وهذا طبيعى، فلقد أصبحنا شعباً يأكل كرة قدم وينام كرة قدم وطبعا ده بمباركة حكامنا حتى نكون مشغولين عن أحوال البلد الذى ينزلق من سيئ إلى أسوأ، ومن فساد البعض إلى إفساد الكل. ما علينا، نرجع للمباراة، وهى بين فريقين فى الدورى الممتاز المصرى لعبة اختلف عليها حامل الراية والحكم، حامل الراية يجد فيها خطأ على لاعب الشرطة والحكم لا يجد فيها أى شىء، حامل الراية يصر على رفع الراية، والحكم يعلن استمرار اللعب، وللأسف الشديد ولحظ الجميع السيئ تنتهى اللعبة بهدف لصالح اتحاد الشرطة، وتقوم الدنيا كلها ولا ينام مصرى حتى يفتى فى هذه اللعبة، لاعبو الشرطة التزموا بقانون اللعبة، وهو اللعب على الصفارة، ولاعبو المنصورة وقفوا بناء على راية حامل الراية واعتمدوا عليها، خاصة أنه الأقرب إلى الكرة، واختلف الجميع البعض مع والبعض ضد، ولكن الأكثر مع المنصورة، فهى الجانب الأضعف وكان سوف يكون نفس الحال لو أن المنافس هو أحد فرق الهيئات أو الشركات، لأن الأندية الشعبية الجماهيرية تحس دائما بالظلم وأنها مقهورة، لأنه ليس لديها الإمكانيات المادية مثل أندية الهيئات والشركات، وهذا الحال يجعلنا نقف ونقول: هل وجود مثل هذه الأندية خطأ من الأساس وكان يجب أن يمنع اتحاد الكرة مشاركتها؟ وهل كان يستطيع ذلك؟ والسؤال الأهم: فى ظل النظام الاحترافى الذى بلينا به هل كانت الأندية الشعبية تستطيع إفراز لاعبين وخلق دورى فى نفس مستوى الدورى الحالى، أم أن الوضع كان سيكون أسوأ بكثير، ثم ماذا هو الحال لو تم إبعاد هذه الأندية وعمل دورى خاص بها، ودورى خاص بالأندية الجماهيرية؟ وهل فعلا الحكام هم سبب نكسة الكرة المصرية؟ أم أن شعورنا بالظلم والقهر فى الحياة اليومية يجعلنا ضد كل ما هو حكومى أو يمثل الدولة؟ ليتنا نبعد كرة القدم عن مهاتراتنا اليومية، ونجعلها مستقلة فهى البسمة الوحيدة الباقية لنا، واتركوا اللاعبين والحكام والأجهزة يعملون، ولا داعى لضغط الجماهير وضغط الإعلاميين خاصة المنحازين منهم بهدف شخصى أو بلا هدف، أتمنى أن أرى المباريات تمر بسلام وبلا تشنج وعصبية وأن يكون دور الإعلام التهدئة وليس التهييج. ■ سعدت بكلام الكابتن سمير زاهر حينما قال إنه لا اعتذار عن الأحداث التى وقعت أثناء مباراة الجزائر بالقاهرة، وأنه لا يمانع فى المصالحة وتعجبت أن يطلب منه الاعتذار من بعض رؤساء الاتحادات العربية ومسؤولين آخرين. لو كان سمير زاهر تقدم بهذا الاعتذار لكان سبب جرحاً وألماً كبيرين لنا كشعب وحكومة، وأجد الفرصة لأتساءل: أين الحكومة والمسؤولون فى هذه المحنة؟ أم هم فقط يشاركون فى الاحتفال بالانتصار والتصوير مع الرئيس فى كل مناسبة لفريقنا القومى؟! ونلتقى الأسبوع القادم بإذن الله. [email protected]