حظيت انتخابات الرئاسة المصرية بنصيب الأسد من متابعات وتعليقات الصحف العربية، الصادرة صباح الجمعة، باعتبارها أول تجربة ديمقراطية حقيقية وتاريخية أفرزتها ثورة 25 يناير لاختيار رئيس جديد وسط منافسة شرسة بين 13 مرشحا من أطياف سياسية مختلفة. ومع انتهاء عملية التصويت وبدء فرز الأصوات لمعرفة الفائز فى السباق الرئاسي، وصفت الصحف الكويتية الانتخابات بأنها «حدث القرن»، إذ علقت صحيفة «الأنباء» تحت عنوان «الجولة الأولى انتهت.. ونسبة التصويت تقترب من 50%»، بأنه من الصعب التنبؤ بأية مؤشرات لنتائج التصويت للانتخابات «فى ظل احتدام المعركة الانتخابية بين المرشحين الخمسة الرئيسيين، وبالأخص التنافس القوى بين مرشحين إسلاميين ومسؤولين سابقين فى نظام مبارك مما سيتطلب جولة انتخابية ثانية لحسم النتيجة. وأبدت صحيفة «الرأي» إعجابها بالمصريين عندما «اتجهوا بكامل إرادتهم الحرة ودون تزوير لاختيار حاكمهم لأول مرة في التاريخ، مؤكدة أن الرئيس الجديد سيواجه تحديات اقتصادية ضخمة وإرثا ثقيلا نتاجا لسنوات من الفساد». فيما رصدت صحيفة «عالم اليوم» لقطة جانبية فى المشهد الانتخابى بعنوانها المثير «مصر تترقب رئيسا فى الصندوق وآخر فى القفص»، فى إشارة إلى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والجلسة المصيرية يوم 2 يونيو المقبل، والتي سينطق فيها المستشار أحمد رفعت بالحكم في القضية التي يُتهم فيها بالقتل والفساد المالي. وربطت الصحيفة بين ترقب المصريين لنتائج التصويت وإعلان اسم الرئيس المقبل وبين انتظارهم لإعلان الحكم على مبارك قبل جولة الإعادة المتوقعة من الانتخابات الرئاسية مشيرة إلى أن الوقوف ساعات فى طوابير أمام اللجان، والاختلاف على اسم المرشح خير دليل على أن مصر تتغير والشعب المصرى يصر على إعادة بناء المستقبل على أسس من الديمقراطية والحرية. بدورها، اعتبرت صحيفة القدس العربى اللندنية أن نتائج الانتخابات النهائية ستلعب دورا كبيرا في تقرير مصير مصر، ومستقبل ثورتها، والصورة التي ستكون عليها المنطقة العربية بأسرها. وأشادت بالشعب المصري لما قدمه من نموذج مشرف في الإقبال على صناديق الاقتراع بانضباط لافت وبأعداد كبيرة وسط توقعات بارتفاع هذا الإقبال إلى معدلات قياسية في الجولة الانتخابية الثانية، عندما يكون التصويت محصورا بين مرشحين رئيسيين اثنين. وأضافت الصحيفة أنه من الصعب التكهن بالنتائج النهائية للجولة الأولى حيث "لاتوجد مراكز استطلاع رأي مهنية في مصر على غرار ما يحدث في دول أوروبا تعطي مؤشرات أقرب إلى الدقة" على حد قولها. ورأت الصحيفة أن الشارع المصري مليء هذه الأيام بالشائعات والتسريبات حول فوز مرشح ما بالمرتبة الأولى أو ذاك بالمرتبة الثانية، حيث تلعب القنوات التلفزيونية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في نشرها سواء من قبيل الإثارة أو البلبلة والتضليل أو عكس التمنيات بفوز المرشح المفضل لديها. وكان "مصر للجميع" هو عنوان صحيفة "الخليج" الإماراتية أمس حيث بهرها منظر الجموع المتقاطرة والمنتظمة كبيرها وصغيرها انتظارا للإدلاء بأصواتها في نجوع مصر ومدنها مؤكدة أن الانتخابات ليست غاية في ذاتها وإنما وسيلة لتثبيت أركان المؤسسات التى تمهد للنهضة الحقيقية. وفى الرياض، أعربت صحيفة "المدينة" عن أملها فى أن تجتاز مصر بأقل كلفة وفي أسرع وقت استحقاقات المرحلة الانتقالية، بينما أوضحت صحيفة "عكاظ" أن مصر إذا شهدت الأمان الذي تستحقه فإن ذلك سيؤدي إلى تدفق الاستثمارات العربية عليها بما يغنيها عن أية مساعدات إقليمية أو دولية من شأنها أن تكبل إرادتها الوطنية. واعتبرت صحيفة "الديار" اللبنانية أن عملية اختيار رئيس مصرى في أول انتخابات رئاسية حرة تعد إحدى ثمار الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك بعد 6 عقود من حكم الفرد.