لقاء نادر جمع بين الفنانة هند رستم وعباس العقاد ويتصور البعض أن اللقاء قد يتسم بالجدية الصارمة من قبل العقاد إزاء هند رستم التى كانت من أشهر نجمات السينما آنذاك بما لها من رقة وجمال وعذوبة. اللقاء نشرته مجلة الكواكب فى عددها الصادر 28 يونيو عام 1966م فى بيت العقاد، وكان قد انتشر آنذاك خبر فى الأوساط الأدبية والفنية أن النجمة هند رستم ستجسد دور سارة بطلة الرواية الوحيدة للعقاد، وهى قصة حب حقيقية فى حياة العقاد، وكان حلمى سالم المحرر الفنى آنذاك فى مجلة الكواكب التقى هند رستم وأجرى معها حواراً حول الموضوع كما تم تصوير هند رستم أثناء لقائها العقاد فى بيته. وفى الحوار صرّحت هند رستم لحلمى سالم بأن العقاد هو الذى رشحها لتجسيد هذا الدور وقالت إن العقاد حينما قابلها قال لها أنت تذكريننى بسارة، وقالت إن الناس حذَّروها قبل لقاء العقاد ألا تسأله عن سارة وعن قصة حبه لئلا يثور ويغضب، وقالت إن شخصية العقاد ساحرة «كنت أجلس أمامه وكأننى طفلة»، وأن الحيرة تملكتها وسألت نفسها كيف ستتكلم وتتواصل مع مؤسسة فكرية ضخمة اسمها العقاد «غير أننى فور التقائى به نسيت كل ما سأقوله وأنا أمام هذا العملاق لكننى حينما التقيته سألت نفسى كيف تزوج الكاتب المسرحى الأمريكى الشهير مارلين مونرو». وقالت هند رستم إن العقاد التقاها فى منتصف سلم البيت وقال لها اجتمع القمر والنجوم، وقالت إن تحويل رواية «سارة» إلي سينما مشروع صعب لأن الرواية (مافيهاش أحداث) وهذا يتطلب «سيناريست كويس ومصور فاهم ومخرج حساس ويبقى عمل عظيم وسارة فيها من الغموض أكثر من الوضوح». أما العقاد فكان قد وصف بطلة روايته سارة بقوله «حزمة أعصاب تسمى امرأة» وقال فيها أيضاً: «جميلة جمالاً لا يختلط بغيره من ملامح النساء فلو عمدت إلى ترتيب ألف امرأة هى منهن لنظمتهن واحدة بعد واحدة فى مراتب الجمال المألوف، ونحيت سارة فى الصف وحدها.. لونها كلون الشهد المصفى عيناها نجلاوان وتخفيان الأسرار ولا تخفيان النزعات، فيهما خطفة الصقر ودعة الحمامة، وفمها فم الطفل الرضيع ولها ذقن كطرف الكمثرى الصغيرة واستدارة وجه وبضاضة جسم لا تفترقان عن سمات الطفولة.