فى محاولة منه لامتصاص الغضب الأمريكى إزاء إعلان إسرائيل عن بناء 1600 وحدة سكنية يهودية فى القدسالشرقية، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن «أسفه» ل«جو بايدن» نائب الرئيس الأمريكى «للتوقيت غير المناسب» للإعلان الإسرائيلى، بحسب ما جاء فى بيان رسمى أمس، وأعرب بايدن عن «تقديره» لاعتذار نتنياهو، بينما أفادت تقارير إخبارية فى إسرائيل، أمس، بوجود خطط جديدة لبناء 50 ألف وحدة سكنية فى القدسالشرقية خلال الأعوام المقبلة. وذكرت صحيفة «هاآرتس» أمس أن بلدية الاحتلال الإسرائيلى فى القدس وضعت خططا لبناء 50 ألف وحدة استيطانية جديدة فى القدسالشرقية، وتتضمن مراحل مختلفة، موضحة أن «هذه الوحدات ستقام فى ضواح مختلفة من القدس وتقع خلف الخط الأخضر»، وأشارت الصحيفة إلى أن خطط البناء أصبحت فى مراحل متقدمة من التخطيط وبعضها ينتظر الموافقة النهائية. وأضافت «أن معظم الوحدات السكنية الجديدة ستقام فى أحياء يهودية بالقدس، زاعمة أن «عدداً أقل سيقام فى الأحياء العربية فى المدينة». يؤكد المراقبون أن سياسة نتنياهو لن تتغير لأنها قائمة على الرفض الصريح لإقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن، أو على الأقل تقويض أنقاض تلك الدولة وفق نظريته ل«الدجاج المقلى منزوع الدسم». كان نتننياهو أول من استخدم عبارة «الدولة الفلسطينية» عام 1996 حيث قال «بإمكان تسمية الأجزاء المتبقية للفلسطينيين من الأراضى (دولة) إذا كانوا يرغبون فى ذلك أو حتى يسمونها دجاجا مقليا». ويقول الكاتب الأمريكى الكبير نعوم تشومسكى، أستاذ اللغويات بمعهد ماساتشوسيتسس، فى مقال بمجلة «زد ماج»، إن «نتنياهو ينحت يوميا حد الكفاف من الدجاج المقلى بفعل الدعم الأمريكى، حيث تقوم الحكومة الاسرائيلية بالإستيلاء على القدس الكبرى، وهذه الخطط الاستيطانية لا تنتهك القانون الدولى فحسب، ولكن أيضا قرارات مجلس الأمن». ويرى تشومسكى أن «الخطة الإسرائيلية التى تنفذ الآن تهدف لإبقاء إسرائيل مسيطرة على معظم الأراضى باهظة الثمن فى الضفة الغربية وزج الفلسطينيين فى معازل غير قابلة للحياة مفصولة جميعا عن القدس المركز التقليدى للحياة الفلسطينية». وعن سياسة الرئيس أوباما، يقول الكاتب الأمريكى الكبير «إن سياسة أوباما قائمة على دعم جميع الخطط الإسرائيلية حتى إنه دعا إلى زيادة كبيرة فى المساعدات العسكرية لإسرائيل خلال السنوات ال10 بشكل لم يسبق له مثيل، وبذلك لن يجد الفلسطينيون فى النهاية دولة فلسطينية ولكن ربما يتم تقديم الدجاج المقلى لهم فقط». ولو كان أوباما جادا فى معارضة التوسع الاستيطانى بالفعل، كما يقول تشومسكى، لأمكنه بسهولة اتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض مثل تقليص المساعدات الأمريكية. ويشير إلى أنه ليس بالأمر المفاجئ أنه، حتى الآن، لا تغيير فى تدفق النفقات إلى المستوطنات. ونقلت التقارير الصحفية الإسرائيلية عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم «إن المسؤولين الأمريكيين سيتفهمون الأمر فى النهاية». وفى هذا السياق أفاد بيان رسمى بأن نتنياهو اتصل، صباح الخميس، بنائب الرئيس الامريكى جو بايدن، واتفق الرجلان على أن الأزمة بين البلدين «باتت وراءنا». فى إشارة لانتهاء أزمة الإعلان عن التوسع الاستيطانى بالتزامن مع زيارة بايدن للمنطقة، وهى خطوة أغضبت الأخير.