تشهد منطقتا السيدة زينب والدرب الأحمر نقصاً حاداً فى السولار، مما يهدد المخابز بالتوقف والإغلاق، ويؤكد أصحاب المخابز أن الحصة المخصصة لهم لا تكفى سوى ل3 أيام، وأنهم يضطرون إلى ملء «الجراكن» ليلاً من محطات السولار بزيادة 10 قروش للتر. يروى عادل أحمد، صاحب مخبز، ل«المصرى اليوم» معاناته فى الحصول على السولار، الذى اضطر إلى تحويله ليلاً عبر «جراكن صغيرة» من محطات البنزين، ويقول: «فى النهاية يحصل المواطن على رغيف العيش حتى لو تأخر عليه، ولا شأن لهم بأزمة السولار أو الدقيق أو غيره، فهناك مشرف من وزارة التموين يترصد بنا إذا لم نبدأ العمل فى الثامنة صباحاً، وربما يشكونا للوزارة وتصل إلى حد معاقبة صاحب المخبز بالإغلاق». يضيف: «حصتى من السولار اللازمة لتشغيل الفرن 4 أطنان تكفى لثلاثة أو أربعة أيام على الأكثر، ولكن أمس حصلت من الموزع على 200 لتر فقط، واضطررت إلى تحويل كمية أخرى عبر الجراكن، بزيادة عشرة قروش للتر، وأضطر إلى تحمل مبلغ كبير لا يتم تعويضه، ولكنه يحمى مخبزى من الإغلاق، وبالطبع هذه المشاكل لا يشعر بها المواطن، لأنه فى النهاية يحصل على الخبز حتى لو اضطررنا إلى تخفيض حجمه». حاولت نادية شعبان محمد، صاحبة أحد المخابز فى منطقة السيدة زينب، الاتصال بمتعهدى توزيع السولار لمساعدتها فى الأزمة، بلا جدوى، ولم تجد وسيلة أخرى سوى الاستعانة ببعض الصبية لتحويل عشرات «الجراكن» من إحدى المحطات المجاورة للمخبز، وفى الوقت نفسه ظلت تردد «اليوم استطعت فتح الفرن ولكن لا أضمن ما سيحدث غداً، وإذا وصلت المشكلة إلى عدم توفر السولار فى المحطات نفسها فهذا معناه إغلاق الفرن». وتابعت نادية «الحل الوحيد هو توفير الغاز الطبيعى للأفران مثلما حدث فى عدة مناطق، لأنه أكثر توفيراً ولن يكلفنا سوى 500 جنيه كل ثلاثة أيام، مقارنة بالسولار الذى يكلفنا 1300 جنيه». لم تختلف المشكلة لدى عبدالجواد أحمد صاحب أحد الأفران فى الدرب الأحمر، الذى أكد أن ما قام بتحويله من المحطات نفد قبل وقت إغلاق الفرن، وهو ما جعله يمر بين متعهدى السولار للحصول على أى كمية تنقذ «مخبزه» من التوقف، علماً بأن بعض المحطات تعطى الأولوية للسيارات والميكروباصات فقط. على الجانب الآخر نفى بشرى عزمى سلامة، متعهد السولار لمخابز منطقة السيدة زينب، ما ردده المسؤولون عن احتجاز السولار لدى المتعهدين لبيعه بسعر أعلى، واصفاً ذلك بأنه الوسيلة التى تستخدمها الحكومة للخروج من أزمة تتكرر من فترة لأخرى، وقال: «كلنا نعرف أن الأزمة تبدأ من شركات البترول نفسها وليس المتعهد، خاصة أن تلك الفترة هى حصاد القمح، والتى يقل فيها السولار بشكل ملحوظ، وفى النهاية نضطر لتوفيره لارتباطه بصنع الخبز، لذا توجهنا صباح أمس إلى مستودع مسطرد، ولكنهم رفضوا تزويدنا بكميات كبيرة، فحصلنا على نصف ما نحصل عليه وكان لذلك أثره أيضاً أثناء التوزيع على الأفران». وأوضح ياسر الجمل، متعهد توزيع منطقة الدرب الأحمر، أن عملية التوزيع تشهد كثيراً من المحسوبية، يقول: «من له معارف فى المستودع يكون له أولوية الحصول على الكميات الأكبر، وهو ما حدث معنا أمس الأول»، وأشار إلى قيام بعض الأفران باللجوء إلى طرق غير سليمة لحل المشكلة، ومنها إضافة كميات من الزيت على السولار دون النظر إلى أضرار ذلك على رغيف الخبز».