رغم تعدد القوى السياسية المتنافسة على الساحة العراقية فى الانتخابات البرلمانية التى تجرى اليوم ويتحدد خلالها مصير البلاد ل4أعوام مقبلة، تنسحب الأضواء إلى أبرز المقاطعين لتلك الانتخابات والرافضين للعملية السياسية الجارية فى العراق برمتها. يفرض حزب «البعث»، نفسه على انتخابات 2010، كحاضر غائب، رغم مرور 3 أعوام على «اجتثاث» رموزه ومحاكمة المئات منهم بتهمة التخطيط للتسلل إلى البرلمان عبر تحالفات سرية، رغم بيانات النفى المستمرة التى يصدرها رجاله. وفى وقت ردد فيه الكثيرون الحديث عن محاولات البعثيين اختراق البرلمان من خلال مرشحين يعملون معه، أكد الدكتور خضير المرشدى، المتحدث الرسمى باسم البعث، نفيه القاطع لتلك الاتهامات، وقال ل«المصرى اليوم» إن موقف البعث واضح ومعروف من العملية السياسية، ومن بينها الانتخابات الحالية وهو الرفض التام. وأضاف: «نعتبر ما يجرى فى العراق منذ عام 2003، غير شرعى على الإطلاق، وأنه نتاج سياسة المحتل، وقد بُنى على باطل، لأن الاحتلال باطل». كما روّجت بعض القوى المناوئة، وعلى رأسها الحكومة، معلومات عن اتفاق أعضاء فى البعث مع شخصيات مستقلة وكتل برلمانية للدخول فى البرلمان المقبل، وهو ما أكد المرشدى أنه لم ولن يحدث فى ظل أى انتخابات تجرى فى ظل الاحتلال القائم، مشيراً إلى أن ما حدث هو أن مرشحين للانتخابات اتصلوا بالبعث بحكم الصداقة والزمالة، وتم توضيح موقف البعث لهم ورأيه فى العملية السياسية. وشدد المرشدى على أن برنامج البعث واضح «طريقنا هو مقاومة الاحتلال، ولن نرضى بغير التحرير الشامل، وعودة العراق إلى العراقيين». كانت حملة إقصاء مرشحى البعث عن الانتخابات البرلمانية قد بدأت العام الماضى، عندما عاد اسم البعث فى صيف 2009 ليتردد بقوة داخل العراق على نطاق واسع، لكن هذه المرة، ليس ببيانات بعثية، أو تصريحات وخطب مناهضة للاحتلال الأمريكى، بل تردد على ألسنة كبار المسؤولين فى حكومة بغداد فى شكل حمى أصابت السلطة بعد ساعتين من التفجيرات العنيفة التى شهدتها العاصمة صبيحة 19 أغسطس. خرج رئيس الحكومة نورى المالكى ليشير بأصابع الاتهام آنذاك إلى البعثيين، بالوقوف وراء تلك التفجيرات، وهو ما فتح الباب على مصراعيه للمسؤولين الحكوميين وسائر القوى السياسية لإطلاق التصريحات المعادية ل«البعثيين» و«الصداميين». ورغم إصدار «البعث» بيانات نفى تبرأ فيها من تلك التفجيرات، إلا أن الهجوم الحكومى تصاعد، الأمر الذى تنبأ له المراقبون منذ ذلك الوقت بأنه هجوم واسع يهدف إلى «تهيئة الأجواء» لإبعاد مئات الأسماء عن المشاركة فى الانتخابات، من الذين يُتهمون بقربهم من البعث، وطال هذا الإبعاد الكثيرين، وفى مقدمتهم الدكتور صالح المطلك والدكتور ظافر العانى والدكتور نهرو عبد الكريم وعوض العبدان وآخرون. وفى مسعى آخر للبرهنة على عدم وجود أى مخططات سرية لدخول البرلمان، نفى مصدر مقرب من قيادة البعث، فضّل عدم ذكر اسمه، المعلومات التى رددتها بعض وسائل الإعلام عن رعاية مصرية لاجتماعات قيادات بعثية، مع وعد مصرى بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات حال عدم مشاركة البعثيين فيها، مؤكدا ل«المصرى اليوم» أن الذين روجوا لهذه المعلومات لم يدققوا جيداً فى موقف البعث، وهو الرفض التام للانتخابات والحكومة والعملية السياسية، «فكيف يطالب بموقف عربى للضغط باتجاه دخوله الانتخابات».