أكد مصعب حسن يوسف، نجل أحد مؤسسى حركة «حماس»، أنه عمل جاسوساً لمدة 10 سنوات لصالح جهاز الأمن الإسرائيلى «شين بيت»، مبرراً دوافعه باعتقاده أن الحركة، التى تسيطر على قطاع غزة، تمارس «قسوة فذة ضد أعضائها، وتقتل الناس بشكل عشوائى». وقال يوسف، فى مقابلة خاصة مع شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، إنه جمع خلال فترة تجنيده، التى استمرت عقداً من الزمن، «معلومات حول مخططات حماس الإرهابية، وقام بتمريرها إلى جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى»، وكانت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية نشرت، الأسبوع الماضى، أن مصعب، المعروف بتحوله للمسيحية، ظل يتعاون مع «شين بيت» لأكثر من عقد من الزمان، وأنه كان يعد أهم مصدر للمعلومات فى قيادة الحركة. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات التى أمد بها إسرائيل أدت إلى كشف عدد من الخلايا، إضافة إلى منع العشرات من التفجيرات الانتحارية، ومحاولات الاغتيالات التى كانت تستهدف شخصيات إسرائيلية ومن الولاياتالمتحدة حيث يقيم فيها منذ 2007، ومن المقرر أن ينشر مصعب سيرته الذاتية فى كتاب تحت عنوان «ابن حماس» يتناول فيه المهام التى اضطلع بها خلال تلك الفترة، فيما رفضت إسرائيل التعقيب فى هذا الشأن. وشرح مصعب كيفية تجنيد «شين بيت» له قائلاً: «عرضوا علىّ العمل معهم أثناء وجودى بالسجن.. فوافقت حينها، إذ كان هدفى أن أصبح عميلاً مزدوجاً لأضربهم من الداخل». إلا أنه قال إن وجهة نظره تغيرت بعد تعذيبه على يد «شين بيت»، «وتم نقلى إلى سجن» حيث تعذب حماس أعضاءها فى الحركة، فأصابنى تشويش.. من هو عدوى الحقيقى.. ومن ثم قبلت طلب شين بيت». ولفت يوسف إلى أن قراره بالتجسس لصالح شين بيت له جانب أخلاقى: «أهلى لا يفهمون ذلك، الشاباك ملتزم بالدستور، ولكن حماس تستهدف المدنيين، هناك فرق بين استهداف إرهابى واستهداف المدنيين». وعزا الجانب الآخر من تحوله إلى أسباب روحانية: «لاحقاً تحولت إلى المسيحية، وآمنت بمبدأ جب عدوك، ورأيت أن عدوى، الذى كنت أعتقد، فى أول الأمر، أنه عدوى، لديه أخلاقيات ومسؤوليات تتعدى تلك التى لدى شعبى». وأضاف: «كعميل ل(شين بيت)، معلوماتى ساعدت فى القبض على أشخاص، كانوا سيضربون عشوائياً، عندما أحدد شخصاً بعينه». وتابع بالقول: «خلال فترة عملى، التى امتدت لعشر سنوات، لم أتسبب فى قتل إرهابى واحد.. يهمنى أمر شعبى، لكن مشكلتى تنبع من أيديولوجية حماس. وكان والد مصعب، القيادى المؤسس فى «حماس» الشيخ حسن يوسف، أعلن براءته التامة من نجله وقال يوسف فى بيان من أحد السجون الإسرائيلية: «بناء على ما أقدم عليه المدعو مصعب من كفر بالله ورسوله.. وخيانة للمسلمين، وتعاون مع أعداء الله.. نعلن براءة تامة جامعة ومانعة من الذى كان ابنا بكرياً.. المغترب حاليًّا فى أمريكا».