فجر أحد المقربين من القيادى فى حركة «حماس» محمود المبحوح مفاجأة بالكشف عن أن «الشهيد كان ملاحقا من أحد الأجهزة الأمنية العربية لامتلاكه معلومات خطيرة عنها، وأن عملية الاغتيال التى استهدفته فى دبى كانت معدة للنيل منهما سويا فى الإمارة العربية». وفى تصريحات بثتها إذاعة «الأقصى» التابعة ل«حماس»، ونقلتها وكالة «سما» الفلسطينية أمس، قال محمد نصار، وهو أحد نشطاء الحركة المقيمين فى سوريا وكان مقربا من المبحوح، إن عملية اغتيال المبحوح كانت مخططة لاغتيالهما بشكل مشترك حسب المعلومات التى وصلتهما. وأضاف: «هذا كلام مؤكد ولأول مرة أتحدث به، وأشعر أننى خسرت، لعدم استشهادى». وأكد نصار أن سبب الاستعجال فى اغتيال المبحوح، كان لامتلاكه معلومات خطيرة جداً عن أحد أجهزة المخابرات العربية، دون أن يكشف عن اسم الجهاز، لكنه قال إن هذا الجهاز الأمنى العربى كان يطارد المبحوح «ليل نهار، ولا ينفك عن مطاردته بكل مكان»، لافتاً إلى أن السبب فى ذلك يعود لكون المبحوح «يملك إثباتات وأدلة وملفات كثيرة عن هذا الجهاز المخرب، والذى يحاول أن يدمر المقاومة الإسلامية». وأكد نصار أن «حماس» تعلم جيدا الذى يقف وراء عملية الاغتيال، وتابع: «لكن ننتظر الظروف المناسبة لإعلان ذلك، حيث كان المبحوح يحمل ملفات خطيرة جدا، لأحد أجهزة المخابرات العربية لدولة مجاورة، والتى تقوم بمهمة التخريب والتدمير للقضية الفلسطينية». وأشار نصار، الذى شارك المبحوح فى بداية عمله العسكرى فى حماس فى عملية أسر وقتل الجنديين الإسرائيليين إفى سوبرتس وإيلان سعودن، فى عام 1989، إلى أنه تلقى «اتصالا هاتفيا من المبحوح قبل سفره من سوريا إلى دبى، أبلغه خلاله أنه يشعر أن جيشاً يطارده». وتطرق نصار إلى شخصية المبحوح، وقال إنه كان «رجلا أمنيا من الدرجة الأولى»، وأنه يتمتع بحس أمنى عال، وكثير التنقل بين البيوت. وأضاف أنه كان لا يستعمل سيارته الخاصة، ويلجأ للسيارات العامة، ويتخذ جميع الاحتياطات أثناء سفره، للتغطية على شخصيته وعدم كشفه. إلى ذلك، فقد نفى المسؤول فى حماس أن يكون عناصر «الموساد» الإسرائيلى المتهمون فى تنفيذ عملية الاغتيال قد حصلوا على أى معلومات ووثائق من المبحوح قبل اغتياله. يأتى ذلك فيما أضافت شرطة دبى أن امرأة هى الشخص ال27 فى لائحة المشتبهين باغتيال المبحوح، فى أحد فنادق دبى فى 20 يناير الماضى. وكانت سلطات دبى أعلنت أسماء 26 شخصاً، قالت إنهم أعضاء فى فريق هاجم المبحوح وقتله، وقالت إنهم استخدموا جوازات سفر بريطانية وأيرلندية وفرنسية وألمانية وأسترالية مزورة. فيما كشف ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى، فى تصريحات لجريدة «البيان» الإماراتية، أن المصرف المركزى يتولى التحقيقات فيما يتعلق بالبطاقات الائتمانية، التى قالت شرطة دبى إن 14 شخصاً من المتهمين استخدموها لحجز بطاقات السفر والغرف الفندقية فى دبى. وقال إن «لدى شرطة دبى البيانات الخاصة بكل البطاقات الائتمانية التى استخدمها أفراد العصابة لحجز تذاكر السفر ودفع تكاليف الإقامة فى الفنادق والصادرة عن «ميتا بنك» ومقره الولاياتالمتحدة». وذكر أن الشرطة «تسعى لتتبع الجهات التى أصدرت هذه البطاقات ولمصلحة أى شخص». وذكرت محطة «العربية» التليفزيونية الفضائية نقلاً عن مصدر أمنى إماراتى، لم تذكر اسمه، أن اثنين من المشتبه بهم زارا الولاياتالمتحدة بعد حادث القتل. وذكر التقرير أن أحدهما وكان يحمل جواز سفر بريطانياً دخل الولاياتالمتحدة فى 14 فبراير الماضى، فى حين ذهب الآخر الذى كان يحمل جواز سفر أيرلندياً يوم 21 يناير الماضى أى بعد يومين من وقوع الحادث. وفى إطار التحقيقات الجارية، سلمت النمسا سلطات دبى نتائج التحقيق الذى قامت به حول استخدام شرائح وأرقام هواتف نمساوية فى اغتيال المبحوح. وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية رودولف جوليا: «لقد أنهينا التحقيق وسلمنا النتائج إلى السلطات فى دبى»، وأضاف دون أن يعطى تفاصيل «يتعين على دبى التعليق على الموضوع». ومن المنتظر أن يصل إلى إسرائيل قريبا محققون من الشرطة الأسترالية للتحقيق مع 3 من المواطنين الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أسترالية وظهرت أسماؤهم بين أفراد مجموعة الاغتيال، فيما اعتبر مسؤولون إسرائيليون استجواب المواطنين ال3 لن يكون باعتبارهم مشتبه بهم، ولكن كونهم «شهود عيان على الجريمة».