نظم عشرات الأقباط من الرجال والسيدات وقفة احتجاجية، صباح الجمعة، أمام المقر الباباوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لمطالبة الأنبا بيشوي بالاعتذار عن «تصريحاته المسيئة للسيدات القبطيات»، والتي طالبهن فيها بالتشبه بالمسلمات في الملابس. وهتفت القبطيات «أنبا باخوميوس ساكت ليه.. إحنا بناتك ولا إيه»، ورفع المحتجون لافتات رافضة لتلك التصريحات ومنها «لا لإهانة المرأة القبطية»، و«المرأة القبطية مثال للكرامة وقوة المشاركة»، و«المرأة القبطية ليست أداة لتحقيق مصالح سياسية»، و«كرامة المرأة لا تتدخل فى السياسة»، و«المرأة القبطية تطالب بالاعتذار». وقالت إحدى المشاركات، إن الأنبا بيشوي «يرغب فى إرضاء التيارات الإسلامية، لينسوا تصريحاته السابقة، على حساب القبطيات»، وتضامن العديد من الشباب القبطي مع الوقفة في وقت غابت فيه الحركات القبطية. من جهته أرسل الأنبا بيشوي بياناً إلى الأنبا باخوميوس قرأه القمص أنجيلوس على المتظاهرات، إذ قال «أحب أن أؤكد أن بناتنا كن قديسات ومحتشمات حسب وصايا بطرس وبولس، والمرأة القبطية تغطي رأسها أثناء صلاة القداس ووجودها بالكنيسة، وتتمثل بالسيدة العذراء والقديسة دميانة، مما يجعل المرأة المصرية المسيحية قدوة لكل النساء في العالم، والمرأة لها دور فى الكنيسة نعتز به، وأنوه أننا نطلب من الحضور فى احتفالات القديسة دميانة ارتداء ملابس محتشمة». ورفضت المحتجات بيان الأنبا بيشوي، وأصرت على مقابلة الأنبا باخوميوس، فيما شن نشطاء أقباط هجومًا على الأنبا بيشوي بسبب تصريحاته، ووصفوها ب«المستفزة وتحمل نظرة متدنية وغير مقبولة». وقال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إن تصريحات بيشوي «مستفزة»، مشيرًا إلى أنه عند مطالبته بالاقتداء بملابس الفتيات المسلمات، إنما يعني بمفهوم المخالفة «تغليب لفئة على أخرى، ونظرة متدنية وغير مقبولة تجاه ملابس المسيحيات مع الاحترام والتقدير الكامل لما ترتديه الفتيات المسلمات». وقال جون طلعت، الناشط القبطي إن «الأنبا بيشوي أخطأ، وعليه أن يقدم توضيحًا لما قاله»، مضيفا: «الكتاب المقدس فى إنجيل متى أكد على حشمة الملابس، ولا نحتاج أن نأخذ عبرة من أحد»، مؤكدًا رفضه «التصريحات السياسية التي تجامل أحدًا على حساب الدين». من جهتها قالت الناشطة مريم ميلاد، رئيسة حزب الحق تحت التأسيس، إن تلك التصريحات «لا يجب أن تصدر من راهب»، وأن التحرش تتعرض له الفتيات المنتقبات مثل المحجبات وغير المحجبات. وأضافت: «إن لم يقدم الأنبا بيشوي اعتذارًا للقبطيات، سنتظاهر ضده»، مشيرة إلى أن الأنبا بيشوي هو من سبق وقال إن مصر بلد المسيحيين، وأكدت أنه بهذه التصريحات «فرّق بين المسلمة غير المحجبة والمحجبة»، وفى النهاية قالت للأنبا بيشوي: «اللى بيته من زجاج ميحدفش الناس بالطوب».
