كشف اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس الأسبق، عن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وجهاز المخابرات العامة، والتى تم تكليفها باحتضان الاخوان لكى لا تكون درعاً للجماعات الجهادية. وقال «سليمان» في حوار صوتى نسبه إليه الكاتب الصحفى عادل حمودة، وأذاعه خلال برنامج «معكم» مساء الأربعاء: «كلفنى الرئيس مبارك بوضع خطة للقضاء على الظاهرة الإرهابية التى انتشرت فى مصر، وكان ذلك فى اجتماع حضره العديد من القيادات» وأضاف: «اقترحت المواجهة، فقد كان لابد من مواجهة هذه التنظيمات، و المخابرات لا تملك الآلية التنفيذية، لكن الجهات الأخرى خافت من المواجهة». وتابع: «قلت أننا لو تأخرنا قد لا ننجح فى القضاء على هذه الظاهرة، وقرر الرئيس المواجهة، وتم وضع خطة» و أوضح أن: «المخابرات العامة كانت مهمتها احتضان الإخوان كى لا يكونوا درعا لهذه الجماعات، ولم تشارك الإخوان فى أيا من هذه العمليات ولم يقوموا بتغذية مادية أو مالية او لوجيستية وتدريبية، لأنهم وجدوا أن الاتصال معهم يحافظ عليهم» مؤكدا «فبالطبع نحن حافظنا على الإخوان». وتابع «سليمان»: «ظل جهاز المخابرات على اتصال على فترات مع الإخوان المسلمين» مضيفا «كان حرصنا كمخابرات عامة ان يشارك الإخوان فى الحياة السياسية والمجتمعية لمصلحة مصر والمواطن المصري ولا نصبغ على الدولة الصبغة الدينية التى يريدونها» وانتقد سليمان الإخوان قائلا: «لكنهم لم يتخلوا أبدا عن فكرة القفز على السلطة، وفى كل مرة يلقى فيها القبض على عناصرهم وبالتحقيق معهم، نجد أن نيتهم فى القفز على السلطة والحكم لم تتبدل، ولذلك تعرضوا للكثير من المهاجمات والاعتقالات لأنهم كانوا يهددوا النظام». وأضاف أن «الجهد المبذول معهم كان يفيد بأن تشاركوا ولا تفكروا فى الإحلال، أى ألا تحلوا محل النظام». ونفى «سليمان» ما يردده البعض عن تعذيب عناصر من الجماعة قائلا أن ما سبق ذكره: «هو دور المخابرات مع الإخوان، فلا عدوان أو تعذيب، بل العكس احتضان والعمل على دمجهم فى المجتمع دون صراع مجتمعى» وشدد: «أنا شخصيا لم يكن لدى أى خصومة مع أحد من الإخوان، ولم أقابل أثناء فترة رئاستى للمخابرات أيا منهم، لكن كان هناك فريق مكلف بالتعامل معهم» مضيفا «أكاد أجزم انهم لا يعرفون شخصيتى التى يهاجمونى بها» وأكد:«هم يدعون أننى عذبت أعضاء منهم، فهذا إدعاء كاذب، لأننى كنت مقتنعا بدمجهم فى المجتمع وأن يشكلوا حزب مثل الوطنى والوفد، وأن يحاسبونا ونحاسبهم». وأضاف «سليمان» عبر التسجيل، الذي أشار «معكم» إلى أنه لحديث مسجل معه مؤخرا، أن: «الإخوان لم يفكروا فى هذا الحزب، بل كانوا مصممين على الجماعة بتنظيمها وسلوكها». وأضاف: «انا الذي بادرت بالاتصال بهم لمحاولة إنقاذ مصر بسبب الوضع المتردى، وقد مانعوا فى البداية ثم قابلونى» لافتا إلى أنه «فى لقاءات منفردة ذكروا موضوع الحزب وقلت لهم (قوى.. ياريت، لكن يبقى يا حزب يا جماعة، لكن الاثنين مينفعش) لأن وجود الحزب والجماعة خلط أوراق». واختتم: «عندما أصروا على تشكيل الحزب مع الإبقاء على الجماعة أعتقد أنهم رأوا الارتباك الكبير الذي يواجهونه الآن».