سادت الجالية المصرية في ألمانيا حالة من الارتياح الممزوجة بالحيرة، بعد استبعاد المرشحين ال 10 لرئاسة الجمهورية، وعلى رأسهم عمر سليمان وحازم صلاح أبو إسماعيل وخيرت الشاطر، باعتبارها فرصة جيدة للتوافق بين التيارات الإسلامية والمدنية حول مرشح للثورة، ضد مرشح فلول نظام الرئيس السابق حسني مبارك. كثيرون مثل طارق لبيب (صاحب شركة سياحة)، المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين، اعتبروا دخول سليمان ثم استبعاده، «مجرد تمثيلية لتسهل إزاحة أبو إسماعيل، إذ لا يعقل أن مدير المخابرات المرشح للرئاسة ينسى استكمال 31 توكيلا لاستيفاء الشروط». ووجه لبيب انتقاده للمجلس العسكري الذي «يصر على عدم ترك السلطة، ويستغل الإعلان الدستوري كما يحلو له، مرة يطبقه، وأخرى يتجاهله، فيعود للمطالبة بالاستفتاء قبل انتخابات الرئاسة التي رفضها منذ عام كامل». وحذر لبيب مما أسماها «حالة الاستفزاز المتعمد للتيار السلفي»، وطالبهم بالتجمع فورا وراء مرشح توافقي لعدم تفتيت الأصوات، ورغم كونه منتميا لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه أعرب عن دعمه لعبد المنعم أبو الفتوح باعتباره مرشحا توافقيا، خاصة لو حصل على دعم حملة دكتور محمد البرادعي، وهو ما سيمثل فارقا مهما في صراع الانتخابات. الأمر نفسه أيده يوسف شهاب (المترجم المحلف لدى القضاء الألماني) ذو الميول الليبرالية، والذي يرى صعوبة نجاح مرشح غير إسلامي أمام الفلول لطبيعة الشعب المصري، فضلا عن «تميز أبو الفتوح باعتداله باعتباره الحل الوحيد حاليا ، حتى لا تتفتت الأصوات ويأتي رئيس من الفلول»، على حد قوله. ووصف شهاب التيار الإسلامي بأنه «يتحالف مع الشيطان لو دعى الأمر»، محملا إياه مسؤولية ترشح شخص كعمر سليمان منذ البداية. وأضاف «لو كان الإخوان والسلفيون اتفقوا منذ البداية على مرشح توافقي كأبو الفتوح، بدلا من طرح الشاطر وأبو اسماعيل معا، لما حدثت تلك المهازل». وردا على تساؤل ل «المصري اليوم» حول دعمه كليبرالي لأبو الفتوح وهو من التيار الإخواني الذي ينتقده بشدة، أجاب أنه يدعم البرادعي «لكن الانسحاب المحترم له من انتخابات الرئاسة، جعله يؤيد أبو الفتوح لأن فكره مختلف». وأضاف شهاب أنه وقع توكيلا لأبو الفتوح من ألمانيا وأرسله للحملة، كما يشارك بدعمه على الشبكة الإلكترونية، ويحاول كسب أنصار التيار الإسلامي أيضا لدعمه. وردا على سؤال حول خشية الأقباط من فوز الإسلاميين، أشار رمسيس إبراهيم إلى أنه يمكن التوصل لمرشح يمثل الطريق الثالث، لا الإسلاميين ولا الفلول. ومن ثم، أبدى إبراهيم سعادته من استبعاد سليمان والشاطر وأبو اسماعيل، لكنه لم يخف حيرته من حالة التخبط وعدم وجود البديل حتى الآن، من وجهة نظره. وأعرب عن أمله في أن يكون هناك «فريق رئاسي من عدة مرشحين لتمثيل أكثر من تيار». واستدرك «على الرئيس القادم أيا كان أن يدرك أنه سيكون في وضع لا يحسد عليه، في ظل ما تواجهه مصر حاليا من مشاكل كبيرة ووضع اقتصادي صعب». اللافت في غالبية الآراء هو وجود توافق جماعي حول ضرورة وجود مرشح للقوي الوطنية لمواجهة مرشحي النظام السابق، لدرجة أن الإخواني والليبرالي أيدا عبد المنعم أبو الفتوح، والمسيحي أكد أنه لا يمانع من فوز إخواني أو حتي سلفي، طالما يعبرون عن الثورة. لكن الناشط السلفي، محمد يوسف عشري (الباحث الاجتماعي) أشار إلى أنه لن يدعم مرشح بعينه حتى تتفق القوى السياسية على تحالفاتها، إلا أنه عاد وفضل الاتفاق على مرشح إسلامي. وكان خيار عشري ينحصر بين أبو اسماعيل والشاطر. واعتبر الناشط السلفي أن إقصاء أبو اسماعيل والشاطر معا ما هي إلا «حرب تكسير ينتهجها المجلس العسكري استجابة لضغط أمريكا وإسرائيل، ثم إقصاء الشعب نفسه في المرحلة القادمة وتزوير أرادته».