أهم الجوائز العالمية التى ينتظرها الكتاب هى بطبيعة الحال نوبل للأدب، وفى الوقت الذى يسود الاعتقاد بأن جائزة نوبل للسلام تخضع لاعتبارات المصالح السياسية، فإن الأدب كعادته يتجاوز الحدود والمصالح ليكون معيار الفوز بالجائزة –غالبا- هو مدى أصالة العمل واعتباره مشروعا أدبيا عبر عنه الكاتب بشكل يخدم الإنسانية، وهى الأسباب التى أهلت الكاتبة الرومانية الأصل، الألمانية الجنسية «هيرتا موللر» البالغة من العمر 56 سنة للحصول على جائزة نوبل للآداب هذا العام، إذ عبرت فى أعمالها الأدبية عن الحياة داخل رومانيا فى ظل نظام حكم «شاوشيسكو» الديكتاتورى وكيف تغلغل جهاز الشرطة السرى فى حياة الناس ليقمع أى محاولة للخروج عن النظام القائم. أما جائزة «بوكر» فتعتبر ثانى أهم جائزة أدبية فى العالم وتمنح لرواية واحدة سنويا يتم اختيارها من القائمة القصيرة التى تضم 6 أعمال، وفى إنجلترا الموطن الأصلى لجائزة البوكر فازت الكاتبة الإنجليزية «هيلارى مانتل» عن روايتها wolf hall "جحر الذئب"، التى تدور أحداثها خلال واحدة من أكثر فترات التاريخ الإنجليزى ثراء بالأحداث الدرامية أيام حكم الملك «هنرى الثامن» والأحداث والمؤامرات داخل بلاط القصر الملكى على يد «توماس كرومويل» الذى تحول من مجرد حداد فقير الى كاتب مستشار الملك إلى المستشار الأول للملك «هنرى الثامن»، وأدار الصراع مع البابا فى الكنيسة وتسبب فى انفصال إنجلترا عن كنيسة روما، ووصف النقاد رواية «جحر الذئب» بأنها من أكثر الروايات التى عبرت عن فترة مهمة من التاريخ الإنجليزى وتضمنت مجهودا واضحا من الكاتبة لنسج الإطار الدرامى للأحداث التاريخية. واستغرقت «هيلارى مانتل» 5 سنوات فى كتابة هذه الرواية. ولم يكن حصول الروائية سنغالية الأصل « ماري ندياي» على جائزة الجونكور الشهيرة مفاجأة، فلها رصيد «ضخم» نسبياً من الروايات والمسرحيات يفوق العشرين عملاً مقارنة بعمرها الذى لم يتجاوز 42 عاماً. حازت «ندياى» الجائزة بقارق خمسة أصوات مقارنة بأقرب منافسيها. والرواية الفائزة بعنوان «ثلاث نساء قادرات» وصدرت عن دار نشر «جاليمار». «ندياى»، المولودة لأب سنغالى وأم فرنسية، تحكى فى الرواية ثلاث قصص متوازية لثلاث نساء أفريقيات ترتبط جميعها بالعزم والإرادة فى مواجهة مصاعب تفرضها الحياة بشكل متواصل عليهن: نورا محامية سنغالية الأصل تعود إلى موطنها لتلتقى أباها الذى لم تره منذ سنوات عديدة. فانتا السنغالية أيضاً وعلاقتها المتوترة بزوجها رودى الذى لحق بها فى فرنسا. وأخيراً أرملة أفريقية شابة حاولت أن تحل مشاكل حياتها المتكررة بالسفر إلى أوروبا.
