أكد مجموعة من خبراء السياسة، أن المعونة الأمريكية لمصر، تستفيد منها الولاياتالمتحدة أكثر من مصر، وذلك من خلال التأثير عليها فى اتخاذ القرارات الخارجية، وهو ما يضعف من موقف مصر مع دول الجوار. وأشاروا إلى أن مصر فى المرحلة المقبلة لن تحافظ على علاقتها بالولاياتالمتحدة مثلما كانت خلال الفترة الماضية. وأكد المشاركون خلال ندوة «مصر فى المرحلة الانتقالية.. من يحتاج المعونة الأمريكية أكثر مصر أم الولاياتالمتحدة»، والتى عقدت مساء الخميس، بمنتدى رفاعة الطهطاوى «أن مصر أدمنت المعونة لذلك أنشأت لها وزارة تسمى (التعاون الدولى) مهمتها (الشحاتة)، بالإضافة إلى اعتماد الجانب المصرى على التسليح الأمريكى بشكل كلى». وقال الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب: «مصر بلد أدمن الحصول على المعونات من الخارج، على الرغم من أن المعونات تقدم للدول فى ظروف معينة فقط». مؤكداً أن مصر أنشأت وزارة للمعونات تسمى وزارة التعاون الدولى والتخطيط وهى مهمتها «الشحاتة» وعلى الرغم من ذلك نسير على مبدأ «حسنة وأنا سيدك». فيما قال الدكتور جمال عبدالجواد، مستشار دراسات الرأى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر من أكثر دول العالم التى لا تحظى بالاستقرار منذ عقود بسبب الحروب المتتالية التى خاضتها. وقال عبدالجواد: «إن الإدارة الأمريكية فى حاجة إلى استمرار المعونة لمصر، خاصة أن مصر فى مرحلة تحول سياسى يشير إلى أن العلاقات بين البلدين فى المستقبل ستتغير، خاصة أن مصر خلال المرحلة المقبلة، لن تحافظ على علاقتها مع الولاياتالمتحدة، كما كانت خلال العقود الماضية. وأشار إلى أن المساعدات الأمريكية لمصر تجعل الولاياتالمتحدة تؤثر على مصر فى علاقتها الخارجية، لأن من يحصل على معونة لابد أن يتحمل ما يفرض عليه، وأمريكا تعى ذلك جيداً لذلك تتمسك باستمرار المعونة التى تستفيد منها كثيراً. وأوضح أن المعونة العسكرية تجعل أمريكا تضمن مصالح كبيرة مع مصر لأنها تضمن مساعدات لوجستية من مصر مثل حق مرور الطائرات وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بين البلدين. وأشار إلى أن مصر أيضاً تستفيد من المعونة بشكل كبير لأنه دولة محدود الإمكانيات والموارد، بالإضافة إلى أن حصول مصر على المعونة الأمريكية يعزز دورها فى الحصول على معونات من دول أخرى فى الغرب، إلا أن المعونة تؤثر على سمعة مصر فى محيطها الإقليمى سلبياً. وأشار عصام عبدالعزيز، مدير المنتدى، إلى أن المعونة الأمريكية جعلت من مصر أشباه رجال بسبب الإملاءات التى تفرضها الولاياتالمتحدة على من يديرون شؤون البلاد. وأضاف: «يجب علينا البحث عن سفارة مصر فى القاهرة».
