بقلم : داليا كامل "أن تكون سعيداً لا يعني أن لديك كل شيء، فهذا يعني أنك قررت عدم التطلع إلى العيوب". السعادة ليست شيئا يمكن لأحد أن يمتلك منها كمية، السعادة هى شيء يشعر به، والأمر متروك لتصورك. ولوضعها في أبسط الكلمات يمكننا تعريفها بأنها حالة ذهنية. هل ما يجعل المرء سعيدا .. الإنجاز والنجاح، والحب، والمال، والشهرة، والأسرة، وماذا أيضا؟ إعلم تماماً إنك قد بدأت التفكير فى هذه الأشياء ولكن هل يمكن أن تتحقق السعادة فقط بالحصول على هذه الأشياء القليلة. وهل يمكن الحصول عليها من الأمور الأساسية جدا يوما بعد يوم مثل — تبادل ابتسامة، ومساعدة أحد كبار السن، كأن تساعد شخص فى عبور الطريق، أو إعطاء الطعام لأشخاص يتضورون جوعا. هل هذا لا يجعلك تشعر بالسعادة؟ المشكلة هى أن كل واحد منا يركض وراء النجاح والحصول على المادة والتفكير فقط فى الوقت الذي تتحقق فيه هذه الأحلام ليكون سعيدا، و ننسى أنه في حين نهدف لأهداف كبيره فإنه لا تزال الأشياء البسيطة قادره على إعطائنا السعادة المطلقة طوال الوقت. مساعدة شخص أو تقاسم وجبه هى طريقه سهلة لتحقيق شعورك بالسعادة . أغرب حالة سعادة كنت قد قرأت عنها من قبل فى كتاب "حالات السعادة" من تأليف الكاتب الأمريكى روشى كندر. وهى حاله سوف تغير زاوية رؤيتك لمفهوم السعادة. أسرة مكونة من زوج وزوجة وطفلين. وكانوا يعيشون حياة طبيعية وروتينية مع الحبس أغلب الوقت بالمنزل لعدم وجود سيارة لديهم، والأطفال دائمي الشكوى. وفي يوم من الأيام سقط الزوج من الطابق 16 من مبنى مكتبه، وأصيب بجروح بالغة وذهب في غيبوبة لأكثر من شهر. وكانت العائلة والأطباء قد فقدوا كل أمل فى بقائه على قيد الحياه. ولكن في يوم استعادته لوعيه كان لا بد من قطع ساقيه ولن يمكن أن يقف أبدا... وكان هذا هو أتعس يوم في حياته، إلا أن ذلك كان أسعد يوم في حياة زوجته وأولاده. هذا اليوم الذي تحقق من عدم تمكنه من الوقوف، كان الأهم بالنسبة لأسرته لأنه كان لا يزال على قيد الحياة، وأمام عيونهم. لقد مر أكثر من 5 سنوات منذ ذلك الحين والأسرة تعيش بسعادة معا. وهم قادرون على الاعتزاز بلحظات السعادة معا، إنهم جميعا تعلموا كيف ينظرون أبعد من العيوب وعرفوا كيف يكونوا سعداء في الحياة أيا كان ما قدمته لهم. ومثل هذه الحوادث تتغير وجهة نظر الإنسان تجاه الحياة. ولكن لماذا تنتظر أي حادث من هذا النوع لتغيير المنظور الخاص بك!