ينتخب المجلس الاتحادي في ألمانيا، الأحد، يواخيم جاوك، القس السابق والذي دافع عن الحريات أثناء الحكم الشيوعي لألمانياالشرقية قبل الوحدة الألمانية، رئيسًا للجمهورية. ويبدو انتخاب جاوك (72 عامًا) من قبل المجلس الذي يضم نواب البرلمان ومندوبين من عالم السياسة والمجتمع المدني، أمرًا شكليًا، إذ أنه يلقى دعم الاتحاد المسيحي الذي تقوده ميركل وحليفها الليبرالي والحزب الاشتراكي الديموقراطي ودعاة حماية البيئة «الخضر». وفشل جاوك في الفوز في الرئاسة في 2010. ويتمتع المدافع الشرس عن الحريات والذي كان ناشطا في الحركة الاحتجاجية في نهاية الشيوعية في ألمانيا الديموقرطية، باحترام كبير. وقد ولد جاوك عام 1940 في روستوك، شمال شرق ألمانيا، واختار أن يصبح قسا في الكنيسة اللوثرية في ألمانيا الديموقراطية (الشرقية) التي كانت الكنائس فيها تتمتع بهدوء نسبي. وقد استخدم جاوك موقعه كقس للدفاع عن حقوق الإنسان. وفي 1989 عندما بدأت التظاهرات التي أدت إلى انهيار جدار برلين في 9 نوفمبر وأعلنت الوحدة الألمانية، أصبح الناطق باسم مجموعة المعارضين في «المنتدى الجديد» في روستوك. وقد ألقت ميركل القادمة من شرق ألمانيا ايضا، بثقلها لدعمه في فبراير الماضي، بعد استقالة الرئيس كريستيان فولف بسبب اتهامات بالفساد. ولم يشغل فولف منصب الرئاسة الفخري هذا سوى عشرين شهرًا من الولاية الرئاسية المحددة بخمس سنوات. وانتخب فولف رئيسا بعد استقالة هورست كولر الذي كان في الماضي رئيسًا لصندوق النقد الدولي. وقد استقال من الرئاسة الالمانية بعدما أدلى بتعليقات بدت كتبرير لاستخدام الجيش من أجل خدمة المصالح الاقتصادية لألمانيا. وجاوك، البروتسانتي الملتزم الذي التزم قضية الحريات في نهاية عهد الشيوعيين في ألمانياالشرقية، يحرض على تذكير الألمان بأن حريتهم التي دفعوا ثمنا غاليا من أجلها تتضمن مسؤوليات أيضا. وكتبت أسبوعية «دي تسايت» تقول «يمكننا أن نتعلم من جاوك أن الديموقراطية تعني أن نفكر ونعمل من أنفسنا لا أن ننتظر مخلصين سياسيين». وتضم الهيئة التي ستنتخب الرئيس 1240 ناخبا بينهم 620 نائبا ومثلهم من ممثلي مقاطعات الاتحاد. وسيجري الاقتراع في مجلس النواب في مقر البرلمان. ويمكن أن تجرى 3 دورات اقتراع. وينتخب المرشح عندما يحصل على الأغلبية المطلقة، باستثناء الدورة الثالثة التي يحتاج فيها إلى أغلبية بسيطة للفوز. وانتخاب جاوك شبه مؤكد لأن الأحزاب الممثلة في مجلس النواب متفقة على اختياره، باستثناء حزب اليسار الراديكالي دي لينكي. وتفيد تقديرات انه يمكن ان يحصل على 90% من الأصوات، بينما يفضل اليسار الراديكالي بياتي كلارسفلد «73 عاما» التي ركزت في حياتها على مكافحة النازيين. وكانت بياتي كلارسفلد اقتحمت الساحة السياسية في ألمانيا في 7 نوفمبر 1968، عندما صفعت المستشار كورت جيورج كيسينجر الذي كان في الماضي عضوا في الحزب القومي الاشتراكي، خلال تجمع للاتحاد الديموقراطي المسيحي. ومعركتها ضد النازيين كانت خصوصا السبب الذي اختارها اليسار الراديكالي الممثل في حزب دي لينكي للترشح. وهذه الألمانية التي تعيش في فرنسا ستصل الأحد إلى ألمانيا يرافقها ممثلون من جمعية أبناء وبنات مهجرين يهود من فرنسا، التي أنشأتها مع زوجها سيرج.