أسست جماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا، الجمعة، حزبا جديدا، من المنتظر أن يكون طرفا رئيسيا في أول انتخابات تجرى في البلاد، منذ الإطاحة بمعمر القذافي في الثورة الليبية، وستتنافس أحزاب إسلامية وعلمانية في الانتخابات التي تجري في يونيو لعضوية جمعية وطنية ستضع مسودة دستور جديد لليبيا. وقال الأمين بلحاج، الذي يرأس اللجنة التي تعمل على إنشاء الحزب الجديد، خلال مؤتمر صحفي أن «الحزب ستؤسسه جماعة الإخوان المسلمين، ومستقلين كثيرين، غير مرتبطين بأي تنظيمات إسلامية»، ويعد بلحاج مسؤول كبير في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، كما أنه عضو في اللجنة المسؤولة عن تنظيم الانتخابات. وأضاف بلحاج أنه «لم يتم بعد إطلاق اسم على الحزب الجديد، كما لم يتم اختيار زعمائه، مع استمرار المشاورات بين الإخوان المسلمين وجماعات أخرى»، وأكد بلحاج «أنه لا يوجد خلاف يذكر بشأن قضية الشريعة في ليبيا، ولا يمكن لكل الأحزاب إلا تبني مرجعية إسلامية؛ لأن الشعب الليبي مسلم». وأكد عبد الله شامية، أستاذ الاقتصاد، وعضو في جماعة الإخوان المسلمين، منذ أن كانت تنظيمًا سريًّا، أن «الحزب الجديد سيكون مستقلا، وستواصل جماعة الإخوان المسلمين وهي حركة دينية وخيرية واجتماعية أوسع عملها بشكل منفصل عن الحزب السياسي». يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين الليبية، أُسست عام 1949 كأحد فروع جماعة الإخوان المسلمين المصرية، ولكن تم حظرها، ولم يتسن لها عقد اجتماعات عامة في ليبيا حتى نوفمبر 2011 ، وغالبا ما كان يضطر أعضاؤها لإبقاء انتمائهم للجماعة سرا خشية اعتقالهم أو تعذيبهم أو سجنهم. ويقول محللون سياسيون إن من المرجح أن تظهر جماعة الإخوان المسلمين كأكثر القوى السياسية تنظيمًا وطرفًا رئيسيًّا في ليبيا، البلد المُصدر للنفط، والذي تم فيه قمع الإسلاميين مثل كل المعارضين طوال 42 عاما.