تجرى أعمال ترميم وتطوير شاملة لمنطقة مارينا العلمين الأثرية والواقعة غرب المحافظة لإعدادها للافتتاح الرسمى فى نوفمبر المقبل. قال المهندس محمد رضا يوسف، مدير عام الإدارة الهندسية لآثار الإسكندرية والوجه البحرى وسيناء، ل«إسكندرية اليوم» إن المجلس الأعلى للآثار، برئاسة الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس، رصد 2 مليون جنيه لأعمال التجهيزات الفنية والإنشائية للمنطقة، شملت إعداد أماكن لانتظار السيارات والأتوبيسات، ومنافد لبيع التذاكر للزائرين، والأمن، وأماكن للمبيت، وتحديد مسارات الزيارة، وإنارة العناصر الأثرية فى المنطقة، وتنظيف المقابر الأثرية، والبالغ عددها حوالى 20 مقبرة ترجع جميعها إلى العصور الرومانية. وأوضح رضا أنه تم تصوير شامل للمنطقة والمقابر ليلاً، وإرسال نسخ منها إلى الدكتور زاهى حواس للاطلاع عليها قبل الافتتاح الرسمى للمنطقة، مشيراً إلى أن مساحة المنطقة حوالى 167 فدانا. وقال الدكتور محمد عبدالمقصود، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى وسيناء، إن المنطقة تعتبر امتدادا سياحيا كبيرا لغرب المحافظة، وتم اعتماد 70 ألف جنيه لإجراء أعمال الحفر والتنقيب عن آثار مارينا العلمين والساحل الشمالى وتنظيف المقابر الأثرية الموجودة داخل المدينة، حيث يستمر العمل لمدة شهور من خلال البعثة المصرية البولندية المشتركة، بالإضافة إلى اعتماد 60 ألف جنيه لمشروع ترميم المنطقة الآثرية بالاشتراك مع المركز البولندى للآثار، ويبدأ العمل بها فى ديسمبر المقبل ويستمر حتى أبريل من عام 2011. وأوضح مصدر أثرى - فضل عدم ذكر اسمه - أنه تم الكشف عن العديد من القطع الأثرية المنقوشة، التى تعبر عن الحضارة الرومانية التى استقرت فى هذه المنطقة لفترة طويلة منذ آلاف السنين من بينها لوحات جدارية مرسومة ب«الفرسكو»، فضلا عن العديد من القطع الذهبية والعملات البرونزية التى استخدمت فى عهد الإمبراطورية الرومانية، بالإضافة إلى العديد من الأوانى والأدوات التى تم وضعها فى متحف مارينا العلمين. وقال الأثرى أحمد عبدالفتاح، عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار، مستشار المجلس الاعلى للآثار، إن منطقة مارينا الأثرية تعد نموذجاً للحضارة الرومانية، حيث تعكس معطيات وعناصر أثرية مهمة، وتقع عند الكيلو 99 طريق «الإسكندرية مطروح الساحلى»، وتعد نموذجاً فريداً للعمارة والفنون خلال العصر الرومانى، وأوضح أن المنطقة تتكون من سوق تجارية ضخمة مقسمة إلى عدة أقسام وأحياء سكنية كبيرة، وجبانة ضخمة أقيمت كمقابر منحوتة فى صخر المنطقة الجبلية المطلة على ساحل البحر بمسافة 150 متراً تقريباً.