كنت أسير ذات يوم بمفردى.. فضللت عفواً سكنى وطريقى.. ووجدت نفسى فى فلاة مقفرة.. فذاق قلبى مرارة التمزيق.. وطفت وحدى حائراً فى لوعة.. أبحث لنفسى عن أنس ورفيق.. وفجأة لاحت فى الآفاق بشارة.. نجت فؤادى من لهيب حريق.. حين لمحت من بعيد إشارة.. وسنا شعاع ينتشر ببريق.. فجرت خطايا نحو هذا البارق.. عسى أن أجده واقعاً وحقيقياً.. فوجدت نفسى على مشارف بلدة.. ظلت تعيش من زمان سحيق.. فدخلت ألتمس الضيافة عندها.. والرحمة من قلب رحيم شفيق.. فالكل أعلن بهجة لتواجدى.. وأذاب روعى حرارة التصفيق.. وعشت أشعر بينهم بقرابة.. لا أشكو من بعد ولا تفريق.. ورأيت طوفان المحبة يقتلع منهم غلالاً تنتشر فى عروق.. وسمعت فى جو الأمان طائراً.. يشدو لهم لطلاقة التحليق.. وطرحت حلمى فى رياض آمالهم.. فنمت ورود يشتهيها شهيقى.. وطعمت من حب القناعة والرضا.. ما طاب طعمه فى مذاقى وريقى.. وعرفت أن القوة فى قهر الغضب.. والعفو من قادر فى وقت الضيق.