قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهم إيران بتنفيذ التفجيرات التي حدثت في سفارتي إسرائيل في مدينة دلهي بالهند وتيبليسي في جورجيا، فيما وصفت طهران تلك الاتهامات بأنها «محض أكاذيب». وأضاف نتنياهو أن «المسؤول عن التفجيرات هو إيران وحزب الله، الذي يحتمي بها»، مؤكدًا أن «طهران كانت المصدر الأكبر للإرهاب في العالم كما أنها مسؤولة عن الاعتداءات الأخيرة على أهداف إسرائيلية في أذربيجان وتايلندا». وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن بلاده سوف «ترد بيد من حديد» على تلك الاعتداءات. من جانبه، رفض مهدي نابيزيده، السفير الإيراني في دلهي بالهند، اتهامات إسرائيل بشدة، وقال إنها «تعليقات غير صحيحة»، مؤكدًا أن بلاده ترفض أي هجوم إرهابي. وقالت الصحيفة إنه من شأن تلك الاتهامات أن تزيد التصعيد بين البلدين، خاصة أن التفجيرات التي أسفرت عن إصابة 4 أشخاص تلت تحذير آية الله علي خامنئي التي قال فيها إن إيران سوف ترد على فرض أي عقوبات دولية وسوف تدعم أي دولة أو جماعة تسعى لمواجهة إسرائيل. وأضافت أن طريقة تنفيذ التفجيرين عكست اغتيال العالم الإيراني النووي في طهران الشهر الماضي، والذي اتهمت فيه إيران عملاء من المخابرات الإسرائيلية، فقد تم تنفيذ التفجير في دلهي بنفس الطريقة التي تم اغتيال العالم الإيراني بها. وأوضح مراسل «جارديان» في الشرق الأوسط، إيان بلاك، أن تلك التفجيرات والاتهامات سوف يكون لها «آثار كارثية» على المنطقة بأسرها، وستشعل الحريق دوليا. وأشارت الصحيفة إلى أن التوقعات بأن تقوم إسرائيل بشن هجمة عسكرية على منشآت إيران النووية زادت بعد الأحداث الأخيرة. وفي الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة عن مسؤوليتها عن الهجمات تحاول إسرائيل إثبات نظرية أن حزب الله هو منفذ تلك الهجمات بمباركة من إيران. وأكد بلاك أنه رغم الأضرار الطفيفة للتفجير، فإن العواقب ستكون وخيمة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وسيتوقف مدى سوء النتائج على تعامل الحكومات مع ما حدث، موضحًا أن رد فعل نتنياهو لم يكن مفاجئا، على الرغم من أنه جاء سريعًا وبلا تردد. وقال إن الهجمة الإسرائيلية ستنعكس على الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويمكن أن تدفع إيران لغلق مضيق هرمز، والانتقام من بعض الأهداف في الخليج العربي وقطع إمدادات النفط العالمية. في السياق نفسه، أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحاق أهارونوفيتش، الثلاثاء، أمراً برفع درجة الاستعدادات القصوى في بلاده على خلفية الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد السفارة الإسرائيلية في كل من الهند وجورجيا. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في نبأ أوردته على موقعها الإلكتروني عن أهارونوفيتش قوله: «إنه لا يوجد تقارير لدى الأجهزة الأمنية تؤكد احتمالية شن هجمات إرهابية على إسرائيل، غير أننا قررنا رفع درجة الاستعدادات القصوى بتوصية من معلومات مخابراتية وصلت إلينا مؤخرا».
