منذ أحداث الأربعاء الماضى وسكان المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية هم ضحايا الأحداث المشتعلة حاليا، فشوارعهم محاطة بالأسلاك الشائكة، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تخترق صدورهم وتصيبهم بضيق تنفس.. حتى المحال التى يتسوقون منها أغلقت أبوابها لخوف أصحابها من تصاعد الأحداث. شارع محمد محمود، الذى يقع به مبنى الوزارة هو أكثر الشوارع تأثرا بالأحداث، فلا وجود لأى مارة فى الشارع إلا من المتظاهرين الذى يقفون فيه، وبينما أغلقت بعض المحال أبوابها تحايل أصحاب المحال الأخرى بإغلاق نصف بوابة المحل بباب حديدى، مع تأمين أنفسهم من الداخل. حسام حسن بائع فى أحد المحال قال: «إحنا مضطرين نيجى لأن ده رزقنا رغم إننا معرضين فى أى وقت لهجوم البلطجية، وناس كتير هنا قفلوا شققهم وسابوها لعدم قدرتهم على تحمل الغاز المنبعث من القنابل التى تلقيها الشرطة.. بجد إحنا تعبنا ويا ريت فيه زباين». الحال فى شارع نوبار لم يختلف كثيرا خاصة أن هذا الشارع شهد منذ يومين اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وقال ثروت على (45 عاما) أحد سكان الشارع: «الحال فى الشارع هنا صعب جدا.. حالنا وقف من يوم اللى حصل.. لا أنا عارف أروح الشغل ولا ولادى قادرين ينزلوا، وطول النهار بنشم رائحة قنابل الغاز اللى أثرت على ابنى الصغير وكل يومين أجرى به على الدكتور وابنى الكبير مدرسته فى شارع محمد محمود فمنعته منها واضطريت إنى أديله دروس خصوصية عشان أعوض الدروس اللى فاتته». أم هدى من سكان شارع نوبار تعانى من حساسية صدر شديدة، فرفعت حالة الطوارئ داخل منزلها، منعت فتح النوافذ والبلكونات ومنعت ابنتها الصغيرة من الخروج بسبب القنابل المسيلة للدموع: «أنا كل يوم بتعرض لأزمة فى الصدر بسبب الغازات المسيلة للدموع إحنا متضامنين مع الثوار فى مطالبهم بس احنا ذنبا إيه.. احنا هنموت جوه بيوتنا سواء من الخوف أو من الاختناق». شارع إسماعيل أباظة المتفرع من شارع نوبار كان له نصيب كبير من هذه الأحداث فمعظم الباعة الجائلين فى الشارع استخدموا كمامات للقدرة على التنفس، والبعض الآخر لم يستطع الوقوف فى الشارع. وقال محمد أحمد بائع فاكهة: «الوضع هنا بيكون سيئ خصوصا بالليل، فالشارع بيكون هادئ جدا والمحلات بتقفل وصوت القنابل مستمر عشان كده كل السكان بيخافوا خصوصا إن مفيش أى أمن».
