أستغفر الله من ذنوبكم وخطاياكم وأقنعتكم وبلادتكم ومكاسبكم، حتى وإن كان ثمنها فى النهاية هو الخراب والدم والموت.. أو الشهداء.. الذين إما ماتوا بسببكم ودماؤهم تصبغ أياديكم أو ماتوا مرة وجئتم أنتم تتاجرون بموتهم وتقتلونهم ألف مرة.. وأطلب من الله رحمته وغفرانه لكل الذين ماتوا فى استاد العار ببورسعيد.. أطلب الثأر والحساب والعقاب أيضاً لكل من تسبب فى قتلهم.. وأرفض أن نقوم بعد كل جريمة أو مأساة بتجاهل المجرم الواضح والظاهر أمامنا ونروح نتهم الظلال والأشباح والأوهام.. ففى مذبحة بورسعيد الكروية كلنا شاهدنا مئات من جمهور المصرى فور انتهاء المباراة يقتحمون الملعب ويطاردون لاعبى الأهلى ويضربون جماهيره ويقتلون منهم أربعة وسبعين شابا.. وقبل أن يقول لى أى أحد إن القتلة هم الذين فى طرة أو الأمن أو قادة المجلس العسكرى.. أطالبه أولاً بالبحث عن كل هؤلاء المذنبين والقتلة الذين شاهدناهم فى الملعب.. ابحثوا عنهم واقبضوا عليهم وحاكموهم علناً.. فإن أشارت اعترافاتهم إلى أى أحد خطط أو دبر فلتتم محاكمته، أيا كان اسمه ومكانه أو مكانته.. فهذا هو العدل فى أبسط صوره ومعانيه إن كنتم تريدون العدل والحقيقة.. أما أن نترك هؤلاء ونروح نفتش عن القصاص والعدل عند آخرين لم يكونوا أمامنا فى الصورة.. فهذا معناه أننا لا نريد عدلاً أو حقيقة وإنما نريد استغلال دماء الشهداء لمجرد شعارات وصرخات لن تأتى بأى عدل أو نتيجة.. فليس من المنطق المطالبة بمحاسبة الذى فتح أبواب الملعب للجمهور ولا نحاسب هؤلاء الذين مروا منها بقصد الأذى والضرب والقتل.. أو نكتفى بمعاقبة الذى فكر وخطط فقط ونسامح تماماً الذى قام بالذبح بيده، ونلتمس له العذر كعادتنا فى كل مرة.. ولست هنا أتحدث عن بورسعيد وأهلها الذين لم يشاركوا فى هذه المذبحة.. إنما أتحدث عن بعض جماهير المصرى الذين ارتكبوا هذه الجريمة على الهواء مباشرة دون أى ضمير أو رحمة.. وأرجو ألا يطلب منى أحد أن أغمض عينى حتى لا تكون هناك فتنة.. فالفتنة الحقيقية هى تجاهل المجرم الواضح والسعى وراء مجرم خفى ومجهول.. وفى القصاص بالتأكيد حياة لنا كلنا.. والجناة واضحون أمامنا، فلا تتحدثوا عن لجان لتقصى حقائق.. فتشكيل هذه اللجان يعنى أنكم قررتم أن تمر هذه المذبحة دون عقاب.. فكل الجرائم والمآسى السابقة انتهى أمرها بلجان تقصى حقائق لم تقدم لنا أى مذنب ولم تعد بأى حق لأى ضحية.. ونحن أمام جريمة جنائية واضحة ومباشرة ومؤكدة، فلا تحيلوها إلى جريمة سياسية حتى لا يضيع حق الشهداء وترخص وتهون دماؤهم.. ولابد من معاقبة النادى المصرى وجماهيره بتجميد النشاط خمس سنوات، يعود بعدها المصرى للدرجة الثالثة فى دورى الكرة حتى يستوعب الجميع الدرس.. لابد أيضا من مقاطعة هذا الكلام الرخيص وأصحابه الذين يريدون استئناف الدورى بأى شكل وكأن شيئا لم يكن، لمجرد الحرص على الرعاية والمكاسب والظهور على الشاشات والمال فى الجيوب مغموساً بدم الشهداء والضحايا.. ومقاطعة كل إعلام رياضى لم يعد يجيد ويحترف إلا صناعة الفتنة والكراهية وإحراق كل شىء ولا يعنيه حتى أن يموت الناس ثمناً لمزيد من الضوء والاهتمام والرواج.. أما اتحاد الكرة الذى تمت إقالته فأنا أرجوه أن يكف عن هذا العبث واللجوء للفيفا حتى يبقى سمير زاهر ورجاله فوق مقاعدهم رغم كل ما جرى.. ولست أصدق حتى الآن ما يقوله مسؤولو اتحاد الكرة وأنهم غير مسؤولين.. فلسنا هنا أمام تحقيق جنائى لتحديد المسؤولية.. إنما هذا غياب للخجل وبلادة حس وشعور.. فأنت حين تدير نشاطاً يسفر عن أربعة وسبعين شهيدا.. لابد أن ترحل من تلقاء نفسك وأن يكون غيابك هو قرارك أنت أولا دون انتظار لقرار أى أحد آخر.. ولا أملك ما أقوله الآن لسمير زاهر ورجاله إلا أن الناس كلها.. وليست الحكومة وحدها.. لم يعودوا يريدون بقاءكم أو وجودكم. [email protected]