استقبلت قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، زعماء دول أعضاء مجموعة «بريكس»، في القمة ال16، بمشاركة نحو 40 دولة، تحت عنوان «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين»، فيما تستمر اليوم وغدا. من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية لدول مجموعة «بريكس» سيقلل من المخاطر الجيوسياسية، جاء ذلك خلال اجتماع له أمس، مع رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة «بريكس» ديلما فانا روسيف، مشيرا إلى أن زيادة التسويات «التجارية» بالعملات الوطنية تساهم في تقليل مدفوعات خدمة الديون، وزيادة الاستقلال المالي لدول المجموعة وتحرير التنمية الاقتصادية من السياسة، إلى أقصى حد ممكن، واصفا أداء بنك التنمية الجديد بالمؤسسة المالية الجيدة والواعدة، مؤكدا أن البنك قام بتمويل مشاريع بقيمة 33 مليار دولار منذ العام 2018. من ناحيتها، أكدت رئيسة بنك التنمية الجديد بأن توسع مجموعة «بريكس» والتركيز على المشاريع في دول الجنوب العالمي يمثل أولوية للبنك، مشددة على أهمية تمويل المشاريع في دول الجنوب بالعملات الوطنية، مؤكدة أن البنك ملتزم بهذا النهج، ولفتت إلى أن دول الجنوب العالمي تحتاج إلى التمويل، وفي الوقت الحاضر «شروط الحصول عليه معقدة للغاية». وتترأس روسيا مجموعة «بريكس» هذا العام وخلال هذه الفترة حددت موسكو 3 أولويات وهي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول «بريكس». من ناحيته قال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، إن قمة قازان ستبحث طرق تعزيز التعددية في العالم، ودمج الأعضاء الجدد، وحل النزاعات الإقليمية، كما ستبحث إنشاء منصة مدفوعات رقمية لمجموعة «بريكس» تعرف باسم «بريكس بريدج»، ومن المتوقع أن تنظر القمة في مسألة قبول أعضاء جدد للمجموعة، إذ تسعى أكثر من 34 دولة إما للانضمام إلى «بريكس» أو التعاون في بعض الأشكال. وسيعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعات ثنائية مع معظم القادة المشاركين، يتقدمهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حيث من المقرر مناقشة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وطهران، ومن المقرر أن تتبنى القمة إعلان قازان وهو وثيقة شاملة تلخص إنجازات المنتدى، بل وأيضا إنجازات الرئاسة الروسية بالكامل. وفي سياق متصل، التقى الرئيس بويتن، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي وصل للمشاركة في قمة «بريكس» في مدينة قازان الروسية، مؤكدا أن موسكو تثمن التفاعل مع الهند في إطار مجموعة «بريكس»، وأن العلاقات مستمرة في التطور بنشاط وهي ذات طابع شراكة مميزة. من ناحيته قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، وفقا لما نقلت وكالة «سبوتنيك»، أن التعاون في إطار «بريكس» ليس موجها ضد الدولار والعملات الأخرى، بل يسعى إلى الهدف الرئيسي، المتمثل في ضمان مصالح الدول المشاركة في هذا التنسيق.