أكدت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التدخلات غير المدروسة من قبل الأهل في حياة أبنائهم الزوجية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تظن الأمهات، سواء كن أمهات رجال أو نساء، أنهن ينصحن في مصلحة أبنائهن، ولكنهن يجهلن أن نصائحهن قد تضر بحياة أبنائهن الزوجية. وأشارت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، بحلقة برنامج «حواء»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، إلى أن بعض الأمهات، عندما يرون بناتهن يعانين بسبب تصرفات أزواجهن، يعتقدن أنهن يقدمن نصيحة من أجل الإصلاح، دون أن يدركن أن تدخلاتهن قد تؤدي إلى تفكيك العلاقات الزوجية. وقالت: «إن الأصل في تدخل الأهل يجب أن يكون عن حسن نية، ولكن في بعض الأحيان، قد يكون التوجيه غير صحيح، مما يؤدي إلى الفساد، لذلك، ننصح الزوجين بأن يكونوا حذرين من تدخلات الآخرين في حياتهم، حتى وإن كانوا من الأهل، وضرورة وضع حدود واضحة لهذا التدخل». وتابعت: «يجب أن يدرك الأهل أن دورهم في حياة أبنائهم يجب أن يكون قائمًا على النصيحة والإرشاد، ولكن دون ضغط أو خلق مشاكل أسرية قد تؤدي إلى نهاية الحياة الزوجية». كما أكدت الدكتورة السعيد أهمية الوعي بمفهوم التخبيب، والذي يعني إفساد الحياة الزوجية، حيث إذا قالت الأم لابنتها: «لا تسمعي لكلامه» أو «لا تفعلي كذا»، فإن ذلك يعتبر إفسادًا واضحًا. وأشارت إلى ضرورة أن يكون الكلام الموجه من الأهل في حالات الخلاف قائمًا على الصبر والاحتواء، بدلًا من العناد أو التحدي. وأكدت على الحكم الشرعي في مسألة التخبيب، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «ليس منا من خبب امرأة على زوجها»، مما يدل على خطورة هذه الأفعال التي تؤدي إلى الطرد من رحمة الله، ونتائجها السلبية لا تقتصر فقط على الأسرة، بل تمتد لتؤثر على المجتمع ككل.