في تطور ضمن التحقيقات المرتبطة باغتيال زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، كشفت مصادر طبية إسرائيلية معلومات جديدة حول تشريح جثته، مؤكدة أن السنوار قُتل إثر إصابته بطلق ناري في الرأس. الجثة نُقلت لاحقًا إلى مكان سري داخل إسرائيل بعد إجراء التشريح في معهد الطب الشرعي في أبوكبير، فيما تثير هذه التحركات تكهنات حول استخدامها كورقة مساومة في المستقبل. بحسب الدكتور تشين كوغل، مدير معهد الطب الجنائي الإسرائيلي، الذي تحدث لصحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الرصاصة التي أصابت السنوار كانت السبب الرئيسي لوفاته. أُطلقت الرصاصة من مسافة بعيدة بدقة، ما أدى إلى مقتله على الفور. وقد أشرف كوغل على تشريح الجثة بنفسه، حيث أكد أن هناك إصابات أخرى في الجسد ناتجة عن شظايا قذيفة أو صاروخ. كما أوضح أن ذراع السنوار كانت مصابة بشظية كبيرة، وربط جرحه بسلك كهربائي في محاولة فاشلة لإيقاف النزيف. نقل جثة يحيي السنوار إلى مكان سري مع وصول جثة السنوار إلى معهد أبوكبير، برزت شكوك حول هويتها الحقيقية. ولهذا الغرض، أرسل الجيش الإسرائيلي إصبعًا من الجثة إلى مختبر الحمض النووي لإجراء مقارنة مع عينات سابقة أُخذت خلال اعتقال السنوار في السجون الإسرائيلية. عملية التحليل أكدت بشكل قاطع أن الجثة تعود إلى زعيم حركة حماس، يحيى السنوار. بعد انتهاء عملية التشريح، اتخذت السلطات الإسرائيلية قرارًا بنقل جثمان السنوار إلى مكان سري داخل إسرائيل. وقد أشارت صحيفة «إسرائيل هيوم» إلى أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من استراتيجية لاستخدام الجثة كورقة مساومة في المستقبل، مع عدم تحديد مصير الجثمان بعد. التشريح كشف أيضًا عن وزن الجثة، الذي بلغ 69 كيلوغرامًا، إلى جانب العديد من الإصابات الأخرى التي تشير إلى تعرض السنوار لشظايا متطايرة بسبب انفجار قذيفة أو صاروخ. وبحسب تصريحات الدكتور كوغل، كانت الذراع اليمنى للسنوار مكسورة نتيجة ارتطام قوي، في محاولة لوقف النزيف الذي أصيب به سابقًا. ورغم هذه التفاصيل، تبقى عدة نقاط غامضة، بما في ذلك هوية مطلق الرصاصة القاتلة وتوقيت حدوث ذلك. «نيويورك تايمز» أوضحت أن الكثير من المعلومات المتعلقة بالهجوم لا تزال غير معروفة، خاصة فيما يتعلق بنوع السلاح المستخدم. ردود الفعل من «حماس» والجيش الإسرائيلي في أعقاب نشر مقاطع فيديو لرئيس حركة حماس الراحل يحيى السنوار من قِبل الجيش الإسرائيلي، علقت حركة «حماس» يوم السبت، واصفة إياها بأنها «محاولة بائسة لحفظ ماء الوجه». الحركة أكدت في بيانها أن السنوار «استشهد أثناء الاشتباك في ساحة المعركة»، مشددة على أن تاريخه النضالي وصموده يشكلان مصدر فخر لها ولأنصارها. وأضاف البيان أن «القائد الشهيد يحيى السنوار سيظل رمزًا للمقاومة»، وأن هذه العملية لن تؤثر على مسار «حماس» في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الرد على اغتياله سيكون سريعًا وحاسمًا.