أكد مجلس الأمن الدولي دعمه لقوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، لافتا إلى أهمية عمليتها للاستقرار الإقليمي. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جون بيير لاكروا، إن قوة اليونيفيل ستبقى في جميع مواقعها رغم دعوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المواقع الموجودة في محيط الخط الأزرق. وعبر مجلس الأمن الدولي، عن قلقه الشديد بعد تعرض مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبلبنان لإطلاق نار وسط اشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني. وفي بيان تم اعتماده بالإجماع، حث المجلس المؤلف من 15 عضوا جميع الأطراف، دون ذكر أي منها بالاسم، على احترام سلامة وأمن أفراد ومباني بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، المعروفة باسم «اليونيفيل». وقال المجلس: «يجب ألا تكون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومقار الأممالمتحدة هدفا لأي هجوم على الإطلاق»، مؤكدا دعمه لليونيفيل وأهمية عملياتها للاستقرار الإقليمي. ودعا مجلس الأمن إلى التنفيذ الكامل لقراره رقم 1701، الذي اعتمده في عام 2006 بهدف الحفاظ على السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل، كما أقر بالحاجة إلى اتخاذ المزيد من التدابير العملية لتحقيق هذه النتيجة. من جهتها، قالت سفيرة سويسرا لدى الأممالمتحدة، باسكال بيريسويل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي «على خلفية القتال المتواصل على طول الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل)، يعبر المجلس عن قلقه البالغ بعدما تعرضت مواقع عدة لليونيفيل للقصف في الأيام الأخيرة، وقد أصيب جنود حفظ سلام عدة». في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، ل«الصحفيين»: «أصيب 5 من قوات حفظ السلام خلال هذه الوقائع، من بينهم جندي في قوة حفظ السلام أصيب برصاصة»، وفقا لوكالة «رويترز». وقال جون بيير لاكروا: إن قرار إبقاء القوات في مواقعها اُتخذ بعد النظر فيه بعناية شديدة بناء على عدد من العناصر والمعايير، منها مسؤولية اليونيفيل تجاه التفويض الممنوح لها من مجلس الأمن. يأتي ذلك بعد مشاركة «لاكروا» في مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، حول الوضع المتعلق باليونيفيل بعد الحوادث التي تعرضت لها البعثة خلال الأيام الماضية وأدت إلى إصابة 5 من قوات حفظ السلام بجراح. وأضاف لاكروا، أن إدارة عمليات السلام تراجع الوضع بشكل يومي وأنها على تواصل مستمر مع قائد قوة اليونيفيل وفريق البعثة، معبرا عن تقديره لهم على تفانيهم والتزامهم، وقال إن اليونيفيل تتواصل أيضا مع الأطراف وأن آلية الاتصال ما زالت تعمل. وتابع: أن أعضاء مجلس الأمن عبروا بالإجماع- خلال المشاورات المغلقة- عن دعمهم لليونيفيل، مؤكدا أهمية اتحاد ما أطلق عليه «فريق اليونيفيل» الذي يشمل بعثة حفظ السلام والأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول المساهمة بقوات في البعثة. وتعليقا على بعض الاتهامات لبعثة اليونيفيل بأنها «مسؤولة بشكل ما عن عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701»، أوضح: أن الولاية الممنوحة للبعثة من مجلس الأمن تتمثل في دعم الأطراف في تطبيق القرار، بمعنى آخر فإن تطبيق القرار 1701 يعود للأطراف، واليونيفيل ليست مخولة بتطبيق القرار أو بفرض تطبيقه. وفيما يتعلق باتخاذ قرار بقاء البعثة في مواقعها، أفاد جون بيير لاكروا بأن الجميع يأمل في العودة إلى طاولة المفاوضات لتُبذل جهود حقيقية في نهاية المطاف لتطبيق القرار بشكل كامل. وأضاف أن كل الأطراف تتوقع من اليونيفيل دعم تلك العملية، «ولكن الأمر سيكون أكثر صعوبة لو أخلت اليونيفيل مواقعها، وهذا سبب آخر لاعتقادنا بأهمية بقاء اليونيفيل- بقدر الإمكان- في المواقع التي توجد فيها اليوم»، وفقا لموقع أخبار الأممالمتحدة. إلى ذلك، قال المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، إن دور اليونيفيل في الوقت الحالي أكثر أهمية من أي وقت مضى مؤكدا أنها ستبقى في منطقة عملياتها لتنفيذ ولايتها. وأشار تيننتي، عبر حوار بالفيديو مع القسم الإعلامي للأمم المتحدة في جنيف، أمس، إلى أن اليونيفيل تعمل في جنوبلبنان بتفويض من مجلس الأمن، «لذلك من المهم الحفاظ على الوجود الدولي وعلى وجود علم الأممالمتحدة في المنطقة». وتايع: أن «الهجمات المتعمدة» من جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قوات اليونيفيل- التي أدت إلى إصابة عدد من حفظة السلام- لا تنتهك فقط قرار مجلس الأمن رقم 1701، ولكنها تعد أيضا انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني. وشدد على أن الأطراف مُلزمة بحماية قوات حفظ السلام وضمان سلامتها وأمنها، مؤكدا الحاجة للتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي للصراع وقال إن «الحلول العسكرية التي نراها الآن ليست الحل». وقال المتحدث باسم اليونيفيل، إن أكثر من 350 ألف شخص غادروا جنوبلبنان، لكنه أشار إلى أن بعض الناس لا يمكنهم المغادرة لعدم وجود مكان يمكنهم الذهاب إليه، مضيفا: «الناس يريدون البقاء في قراهم، وما يهم الآن هو التأكد من تزويدهم بالاحتياجات الأساسية، ونحاول تنسيق هذه الأنشطة وتقديم المساعدة بالتنسيق مع وكالات الأممالمتحدة والصليب الأحمر، ولكن في معظم الأوقات لم يكن من الممكن القيام بهذه الأنشطة بسبب القصف العنيف، ولعدم الحصول على تطمينات من الأطراف بأننا نستطيع بالفعل الانتقال إلى جميع هذه المواقع». ولفت تيننتي إلى أن الوضع مقلق للغاية، مشددا على أهمية أن يتفهم الجميع الحاجة إلى حماية المدنيين وتقديم المساعدة للمتضررين.