جدد الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، دعوته لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، فيما نددت الأممالمتحدة بالهجوم على قوة «اليونيفيل» معتبرة أن الهجمات عليها تنتهك القانون الدولي. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم، إن الدول الأعضاء في التكتل تأخرت كثيرا في التنديد بهجمات إسرائيل على جنود قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، واصفا الهجمات بأنها «أمر غير مقبول على الإطلاق». وأضاف «بوريل» خلال اجتماع وزاري للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: «يتعين علينا أن نكون ضد الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل، وجنودنا موجودون هناك، والكثير من الجنود موجودون هناك». يأتي ذلك بعد أن قال بوريل إن التكتل يندد بجميع الهجمات على بعثات الأممالمتحدة، مضيفا في بيان صادر نيابة عن الاتحاد الأوروبي نشر مساء أمس، أن «مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور». وتابع: «يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد قوات اليونيفيل، والتي أسفرت عن إصابة العديد من أفراد قوات حفظ السلام». وفي الوقت نفسه، قال وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، إن هجمات إسرائيل على اليونيفيل غير مقبولة وتنتهك قواعد الأممالمتحدة. وقال للصحفيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: «إنها تتعارض مع ما نتوقعه من أي دولة عضو في الأممالمتحدة، التي هي في نهاية المطاف منظمة تحمي السلام العالمي»، مشددا على أن الأممالمتحدة وحدها هي التي يمكنها إصدار أمر بسحب قوات اليونيفيل. من جهتها، قالت اليونيفيل، إن أي هجوم متعمد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 1701، وإن خرق موقع تابع للأمم المتحدة والدخول إليه يشكل انتهاكا صارخا آخر للقرار 1701. وأضافت اليونيفيل، في بيان أصدرته، أمس، أنه في وقت مبكر من صباح يوم الأحد، رصد جنود حفظ السلام في موقع للأمم المتحدة في رامية 3 فصائل من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق إلى لبنان. وتابعت أنه عند «حوالي الساعة 4:30 صباحا بالتوقيت المحلي (يوم الأحد)، وبينما كان جنود حفظ السلام في الملاجئ، قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة، وطلبوا عدة مرات إطفاء أنوار القاعدة، ثم غادرت الدبابتان بعد حوالي 45 دقيقة، وذلك بعد احتجاج اليونيفيل من خلال آلية الارتباط التابعة لها، معتبرين أن وجود الجيش الإسرائيلي يعرض جنود حفظ السلام للخطر». وأشارت «اليونيفيل» في بيانها إلى أنه «عند حوالي الساعة 6:40 صباحا بالتوقيت المحلي (يوم الأحد)، أبلغ جنود حفظ السلام في الموقع نفسه عن إطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمالا، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف». وأضافت «أنه على الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة، ويتلقى جنود حفظ السلام العلاج اللازم». وجاء في البيان أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي أوقفوا (يوم السبت) حركة لوجستية شديدة الأهمية للبعثة بالقرب من ميس الجبل، ومنعوها من المرور، ولم يكن من الممكن إكمال تلك الحركة المهمة. وقالت اليونيفيل: «للمرة الرابعة في غضون يومين، نذكر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأممالمتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأممالمتحدة في جميع الأوقات». وأضافت: «أن ولاية اليونيفيل تنص على حرية الحركة في منطقة عملياتها، وأي تقييد لهذا يعد انتهاكا للقرار 1701، وقد طلبنا من الجيش الإسرائيلي تفسيرا لهذه الانتهاكات المروعة». من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أنه على خلفية الأعمال العدائية المستمرة في جنوبلبنان وعلى الرغم من الهجمات التي ضربت مواقع الأممالمتحدة، مما أدى إلى إصابة عدد من قوات حفظ السلام في الأيام الماضية، فإن قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل لا تزال في جميع مواقعها ويظل علم الأممالمتحدة يرفرف، وفقا لموقع أخبار الأممالمتحدة. وقال «جوتيريش»- وفقا لبيان صدر للمتحدث باسمه- إنه في حادثة مقلقة للغاية وقعت (يوم الأحد)، تم خرق باب مدخل موقع للأمم المتحدة عمدا بواسطة مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي. وأوضح أن اليونيفيل تستمر في تقييم ومراجعة جميع العوامل لتحديد موقفها ووجودها، وتتخذ جميع التدابير الممكنة لضمان حماية قوات حفظ السلام التابعة لها. وشدد على أن الهجمات ضد قوات حفظ السلام تشكل انتهاكا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وقد تشكل جريمة حرب، داعيا جميع الأطراف، بما في ذلك جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى الامتناع عن أي أعمال تعرض قوات حفظ السلام للخطر. على صعيد متصل، قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن الوزير لويد أوستن أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، أمس، على أهمية اتخاذ إسرائيل كل التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في لبنان والجيش اللبناني. وأكد أوستن أيضا على الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي لتوفير الأمن للمدنيين في أقرب وقت ممكن. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، باتريك رايدر، في بيان إنه يتعين اتخاذ خطوات في أقرب وقت لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة. رغم ذلك، قالت الولاياتالمتحدة إنها سترسل منظومة متطورة مضادة للصواريخ إلى إسرائيل مع قوات أمريكية لتشغيلها، في مسعى لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران. وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن إنه سيرسل المنظومة «للدفاع عن إسرائيل» التي تدرس ردا متوقعا على إيران بعد شن طهران لهجوم صاروخي عليها في الأول من أكتوبر الجاري. لكن نشر قوات عسكرية أمريكية في إسرائيل أمر نادر خارج نطاق التدريبات. ووصف المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، أمس، عملية النشر بأنها جزء من «التعديلات الأوسع التي أجراها الجيش الأمريكي في الأشهر القليلة الماضية» لدعم إسرائيل والدفاع عن الجنود الأمريكيين من هجمات إيران والجماعات المدعومة من طهران. وأضاف «رايدر» في بيانه، الأحد، أن ذلك «يأتي في أعقاب الهجمات الإيرانية غير المسبوقة ضد إسرائيل في أبريل الماضي، ومرة أخرى في 1 أكتوبر الجاري». وقال رايدر: إنه «بناء على توجيهات من الرئيس، سمح الوزير أوستن بنشر بطارية دفاع جوي على ارتفاعات عالية (ثاد) والطاقم المرتبط بها من الأفراد العسكريين الأمريكيين في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية». وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها الولاياتالمتحدة منظومة الدفاع الجوي «ثاد» في المنطقة، حيث سبق أن وجه الرئيس الأمريكي الجيش بنشرها في الشرق الأوسط العام الماضي بعد هجمات ال 7 من أكتوبر للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة. وكما سبق للولايات المتحدة أن نشرت «ثاد» في إسرائيل عام 2019 لإجراء تمرينات وتدريبات دفاع جوي متكاملة. إلى ذلك، وفي محاولة لتفسير واقعة اقتحام دبابتين لقاعدة لليونيفيل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مسلحين من حزب الله أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات على جنود إسرائيليين مما أسفر عن إصابة 25 منهم، وكان الهجوم قريبا للغاية من موقع لليونيفيل. ووفقا لرواية جيش الاحتلال أشار إلى أن دبابة تراجعت إلى داخل موقع اليونيفيل خلال إجلائها المصابين تحت القصف. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، نداف شوشاني للصحفيين: «لم يكن اقتحاما للقاعدة ولا محاولة لاقتحامها، وكانت دبابة تواجه نيرانا كثيفة وحادثا يشهد عددا من المصابين وتراجعت للابتعاد عن طريق الأذى»- وفقا لقوله. وأشار جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنه أقام ساترا من الدخان للتغطية على عملية إجلاء جنوده الجرحى لكن تصرفاته لم تشكل أي خطر على قوة حفظ السلام الدولية، حسب تعبيره.