نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تحليلاً للأسباب التى دفعت إسرائيل إلى إرسال قوات لها إلى لبنان، مستندة إلى الرواية الإسرائيلية التى تقول إن هدفها هو شل قوات حزب الله فى إحدى مناطق الجنوباللبنانى، والتى تسيطر عليها «الجماعة المسلحة». وقال تقرير للصحيفة نشرته أمس إن المسؤولين الإسرائيليين ظلوا يخشون طويلًا من أن ينفذ حزب الله هجومًا من النوع الذى قادته حماس فى السابع من أكتوبر العام الماضى، والذى أدى إلى مقتل 1200 شخص وتسبب فى اندلاع الحرب فى غزة. وقال التقرير إن إسرائيل وحزب الله خاضا حروبًا قبل ذلك، والتى كان أحدثها فى 2006، وهو الصراع الذى استمر شهرًا كاملًا وانتهى بقرار الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار، والذى دعا الجانبين إلى الانسحاب إلى منطقة حاجزة فى جنوبلبنان على طول حدود دولة الاحتلال الشمالية. وأضاف التقرير أن حزب الله لم ينسحب على الإطلاق من المنطقة، بينما عبرت القوات الإسرائيلية إلى المنطقة أمس الأول، فيما وصفه الجيش الإسرائيلى ب«عملية محدودة». ولفت التقرير إلى أن هدف إسرائيل هو الاجتياح، وهو ما أكده جيشها أمس، قائلًا إنه يهدف إلى «شل قوات حزب الله والبنية الأساسية فى منطقة الجنوباللبنانى، الذى تسيطر عليه الجماعة، والمعلوم أنها تُنشئ أنفاقًا سرية تقود إلى إسرائيل»، حسب نيويورك تايمز«. وأشار التقرير إلى أن هذه العملية تأتى بعد أسبوعين من ضربات جوية إسرائيلية مكثفة، وهجمات شملت تفجير أجهزة «البيجر» واللاسلكى ضد الجماعة المدعومة من إيران. وقال التقرير إن إسرائيل تؤكد أن حزب الله أقام ترسانته من الصواريخ الموجهة صوب حدود إسرائيل الشمالية، كما أنه شيد مزيدًا من الأنفاق السرية التى تسمح للجماعة بالتسلل ومهاجمة إسرائيل، مثلما فعلت فى 2006، مشيرًا إلى أن عملية عسكرية اكتشفت فى 2018 أنفاقًا بناها حزب الله، مما دعا إسرائيل إلى المطالبة بتحرك دولى. ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن حزب الله لديه، حسبما يعتقد، أكبر ترسانة مقارنة بأى جماعة مسلحة فى العالم، باستثناء الحكومات، حيث أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بواشنطن، إلى أن حجم مخزون الأسلحة لدى حزب الله يتراوح ما بين 120 ألفًا إلى 200 ألف صاروخ، تشمل صواريخ باليستية موجهة، وأخرى غير موجهة، وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى غير موجهة.