أكد السفير المصري في لبنان، علاء موسى، اليوم الخميس، إن هناك ضرورة لموافقة إسرائيل، وحزب الله، على البدء في الانخراط في مسار المفاوضات وبسرعة لتجنيب المدنيين ويلات الحرب. وحذر السفير المصري خلال مقابلة مع قناة «الغد»، من استمرار الحرب على لبنان، مؤكدًا أن الأوضاع في لبنان في غاية الخطورة وستكون الخسائر أكبر بكثير مما هو متوقع. وقال، إن لدينا في مصر قناعة أن الأوضاع في المنطقة ولبنان لن تستقيم إلا بإيقاف الحرب في غزة. وأضاف «موسى»، أن تصريحات الجانب الإسرائيلي تكرار لسيناريو غزة، مؤكدًا أنه لا توجد إرادة سياسية لدى إسرائيل لوقف الحرب سواء في لبنان أو قطاع غزة. وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يراوغ لنسف كل الجهود الرامية لوقف إطلاق النار. وحول بنود الاتفاق أشار إلى أن البيان يعكس إلى أين يتجه الوضع في لبنان الآن، مؤكدًا أن المفهوم من هذه البنود وهذه البيان هو الوصول إلى التهدئة على كافة الجبهات سواء غزة أو لبنان. وقال إن الجانب الإسرائيلي لن يظهر مرونة على جبهة لبنان أو غزة إلا بضغوط قوية من القوى العظمى، مبيناً أنه لا يوجد حلول سوى الدبلوماسية لوقف التصعيد، موضحًا أن الجانب الإسرائيلي ليس لديه إرادة سياسية كافية لاتخاذ قرارات لها أثمان، وأشار إلى أن هناك جهود لترتيبات الوضع في الجنوب من دول الوساطة، وأن الجانب الفرنسي والأميركي تواصلا أمس لترتيبات الوضع الجنوب. وشدد: «كل هذه الترتيبات لا معنى لها إلا باستجابة الطرفين -إسرائيل وحزب الله- للدخول بشكل مرن في المفاوضات. وحول موقف حزب الله من المفاوضات، قال السفير إن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، في نيويورك ويمثل الدولة اللبنانية بأكملها، وكل ما يصدر عنه انعكاس لموقف لبنان. وأوضح أن «ميقاتي»، رحب بالبيان المشترك الصادر من نيويورك ولم يقابله أي ردة فعل من الجانب الإسرائيلي، وذكر أن الهدوء سينعكس على كل الأوضاع في لبنان. وقال: «إذا فشل الاتفاق نتوقع تدرج الحرب لتسوية الجنوب بالأرض وقصف المطار والموانئ»، مشددًا على ضرورة التوصل لاتفاق بين الأطراف اللبنانية لانتخاب رئيس يتحدث باسم لبنان. وأكد أن المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، لم يطرح أي أسماء على أي جهة في لبنان، لكنه حث على ضرورة التوصل لشخصية يتم التوافق عليها لبنانياً لحل أزمة الشغور الرئاسي، ورداً على سؤال حول عدم موافقة نتنياهو للمقترح الأميركي الفرنسي، أوضح أن ذلك سيكون بمثابة انزلاق نحو مواجهة أكبر بين إسرائيل وحزب الله. وتابع: «إذا رفض نتنياهو الذهاب إلى تهدئة وانتظار الرئيس الأميركي الجديد، فسيكون ذلك سيناريو خطيراً للغاية، لأن الفترة من الآن وحتى 5 نوفمبر المقبل فترة طويلة، والارتكان إلى استمرار هذه الوتيرة حتى يأتي رئيس جديد للولايات المتحدة سيؤدي إلى خسائر كبيرة في لبنان، لا سيما وأن التصعيد وصل إلى استهداف المدنيين». وأردف: «تدمير جنوبلبنان بالكامل هو أحد السيناريوهات الواردة، بما في ذلك الموانئ والمطارات إذا تصاعدت الأمور، خاصة أن حزب الله سيرد وستتسع دائرة العنف، وقد تطال جميع مناحي الحياة». وقال «موسى»، إن الخلاف ليس على فكرة هدنة ال 21 يوماً، ولكن على بنود الاتفاق، لا سيما أن هناك بنوداً تلزم الأطراف وتضع عليها أعباء وتعطي نقاطاً إيجابية لكلا الطرفين، مضيفًا: «إذا قرر حزب الله تخفيف ارتباطه بجبهة غزة، فالقرار يعود لحزب الله، لكن لا شيء مضمون في المنطقة سواء في لبنان أو خارجه بدون وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمعنى ألا نرتكن إلى وقف إطلاق النار في لبنان، وعلينا أن نظل مصرين على وقف إطلاق النار في غزة، لأنه بدون هذه النقطة ستكون هناك هدن هشة ومرشحة للانكسار». واختتم: «لا يمكن فك الارتباط بين القرارين الأمميين «1701-2735»، إنما يمكن التعامل معهما سوياً لوقف إطلاق النار في جنوبلبنان وقطاع غزة، والوضع في لبنان في غاية الخطورة، ومن يدفع الثمن ليس حزب الله فقط، مجدداً التأكيد على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وبسرعة».