أصدر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، القرار رقم 3005 لسنة 2024. ويقضي قرار رئيس الوزراء بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات، في إطار إنشاء جامعة الغردقة التي سيكون مقرها الرئيسي في محافظة البحر الأحمر، وفقًا للمادة 21 من قانون تنظيم الجامعات. ويهدف القرار إلى تعزيز التعليم العالي في منطقة البحر الأحمر وتوفير المزيد من الفرص التعليمية لأبنائها. وتضمن القرار إلغاء فرع جامعة جنوب الوادي بمدينة الغردقة، وهو ما يعني أن الجامعة الجديدة ستحل محل هذا الفرع، ما يتيح للمدينة إنشاء كيان تعليمي مستقل بجامعة الغردقة الجديدة، تبدأ عملها بكليات متخصصة تلبي احتياجات المنطقة الساحلية، وتشمل: كلية التربية، كلية الألسن، كلية السياحة والفنادق، كلية علوم البحار والمصايد، وكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي. ويأتي هذا القرار في إطار جهود الحكومة لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي في المحافظات البعيدة عن العاصمة، خاصة في المناطق الساحلية، لتعزيز التخصصات التي تتناسب مع طبيعة هذه المناطق. ومن المتوقع أن تسهم جامعة الغردقة في تقديم برامج أكاديمية متميزة تُعنى بالتنمية المحلية وتلبية احتياجات سوق العمل في البحر الأحمر والمناطق المحيطة. من جانبه، أعرب محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي، عن سعادته بهذا القرار، موضحًا أن إنشاء جامعة مستقلة بالغردقة يعد خطوة كبيرة نحو دعم التنمية الشاملة في المحافظة. وأشار إلى أن الجامعة الجديدة ستوفر فرص تعليمية للطلاب المحليين دون الحاجة للسفر إلى المحافظات الأخرى، مما يخفف من الأعباء المالية والعائلية على الأهالي. وأشار حنفي إلى أن المحافظة كانت تعمل منذ فترة طويلة على استقلال الجامعة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة. وذكر أن إنشاء هذه الجامعة سيسهم في تعزيز مكانة محافظة البحر الأحمر كمركز تعليمي وبحثي مهم، خاصة في مجالات مثل السياحة وعلوم البحار، التي تعتبر من الركائز الأساسية لاقتصاد المحافظة. ويأتي إنشاء كلية السياحة والفنادق وكلية علوم البحار والمصايد ضمن الاستراتيجية الحكومية لتعزيز قطاع السياحة والموارد البحرية، حيث يُتوقع أن تقدم الكليات برامج تدريبية متقدمة وتساهم في تطوير الكفاءات المحلية التي تلبي احتياجات هذه القطاعات الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، سيعزز وجود كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي من قدرات الشباب في مجالات التكنولوجيا الحديثة التي تشهد طلبًا متزايدًا. هذا و يُنتظر أن تشهد جامعة الغردقة نموًا سريعًا وتطورًا مستدامًا في السنوات القادمة، مما يعزز من دورها كمحور تعليمي رئيسي في المنطقة. ويعتبر هذا القرار خطوة إضافية في اتجاه تطوير التعليم العالي في مصر، بما يتماشى مع رؤية الدولة لتحقيق التنمية المتوازنة بين المحافظات.