الوزيرة ورؤساء الأحياء

- اختيار الدكتورة منال عوض كوزيرة للتنمية المحلية اختيار موفق، ولأول مرة تترأس امرأة 27 محافظة برؤساء أحيائها، وأعتقد أن التجربة التى شغلتها كمحافظ لدمياط كانت سببًا فى اختيارها؛ على الأقل تعرفت على عمل عدد من رؤساء أحياء مصر، وأعتقد أن عمل رئيس حى الدقى اللواء أحمد عبد الفتاح قد حاز الإعجاب بدليل أنها أبقت عليه فى حركة رؤساء الأحياء الجدد، والشهادة لله أن اللواء أحمد عبد الفتاح هو نوعية خاصة فى الانتماء للوظيفة، فالرجل معروف عنه أنه عاشق لوظيفته بدليل أنه عندما أصيب بالكورونا وطلب منه الأطباء الالتزام فى البيت فوجئ اللواء أحمد راشد وكان محافظًا للجيزة على أيامه باللواء أحمد عبد الفتاح فى شوارع الدقى والمهندسين، فأصدر قرارًا بأن يلزم اللواء أحمد عبد الفتاح بيته ولا يذهب إلى مكتبه، فقد كان المحافظ يخشى عليه أن يتعرض لنكسة قد تمنعه من العمل، هذا هو الانتماء للوظيفة.
- فعلًا نحن نريد رؤساء أحياء على شاكلة أحمد عبد الفتاح ينتمون للوظيفة وتصبح الوظيفة جزءًا من حياتهم، هذه النوعية هى التى تحبها وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، فنحن عرفناها من الشارع المصرى حيث كانت تجوب شوارع محافظة دمياط شارعا شارعا، ولذلك وقع الاختيار عليها لتحمل حقيبة وزارة التنمية المحلية، وهذا الاختيار لم يكن مجاملة فالدكتورة منال عوض قادرة على إدارة 27 محافظة بما فيها أكبر ثلاث محافظات فى مصر وهى القاهرة، الجيزة، والإسكندرية.
- أنا عن نفسى متفائل بأن نجاح الدكتورة منال عوض كوزيرة للتنمية المحلية سيصنع منها أكثر من محافظة وهو المطلوب، عندها يتغير شكل المحافظين وتصبح التى تحمل حقيبة المحافظ هى امرأة، فالمرأة تتمتع بأفق أوسع وتضيف إلى أى مكان تشغله لمسة جمالية. عن نفسى أنتظر أن أرى شوارع محافظة الجيزة تتزين بالأشجار وبالزهور، وأقول محافظة الجيزة على اعتبار أننى أحد سكانها المشتاقين لرؤية الجيزة فى ثوبها الجديد بعد أن يراها كل رؤساء أحيائها على شاكلة اللواء أحمد عبد الفتاح رئيس حى الدقى.
- يكفى أن نقول إن محافظة الجيزة محظوظة بالمحافظ الجديد اللواء عادل النجار فقد سبق له أن تربى فى أحضان جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة وجهاز تنمية العاشر من رمضان والمشرف على جهاز مدينة خليج السويس، وقد تولى أيضًا رئاسة جهاز تنمية مدينتى دمياط وبنى سويف، يعنى بالعربى الفصيح تربى فى أحضان أجهزة التنمية فى محافظات دمياط والقاهرة وبنى سويف، ولذلك شخصيته لم تكن مجهولة للذين تربوا فى أحضان المحليات، على اعتبار أنه كان واحدًا منهم خاصة جهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر، فالرجل معروف عنه الحزم والصرامة ويكفى أنه تصدى بحزم لمخالفات البناء فى مدينة 6 أكتوبر.
- معنى الكلام أن المدن الجديدة دخلت على الخط وأصبحت تصنع وزراء ورؤساء أحياء، وقد رأينا رؤساء أحياء سقطوا من مقاعدهم بسبب عدم الخبرة، الخبرة هنا تتركز فى اتخاذ القرار وقوة الشخصية فى الإدارة بدليل أن اللواء أحمد عبد الفتاح يتمتع بقوة الشخصية فى إدارته والجميع يحسب له هذا الموقف، وللأسف يصنع له عددًا من الكارهين، على اعتبار أن موقفه أبيض لا غبار عليه، فنحن نريد من يشغل أى عمل أو موقع فى التنمية المحلية أن يكون صارمًا لأن الصرامة هى التى تصنع القرار.