أصدرت الجمعية الجغرافية المصرية، بيانًا دعت فيه إلى تدريس الجغرافيا من مرحلة الطفولة المبكرة، باعتبار الثقافة المكانية، أمر فطري لدى كل الكائنات، وإعادة مقرر الجغرافيا للصف الأول الثانوي، وبخاصة أنه مقرر جغرافية مصر وعدم دمج الجغرافيا مع مقرر آخر في أي مرحلة. وأكدت أنه يجب أن لا يقتصر تدريس المقررات الجغرافية على فرع الجغرافيا الإقليمية فقط، حتى لا تبدو تكرارًا مملا ولكي تحث المادة قيد الدراسة على التفكير والاستنتاج بالاعتماد على كتاب مدرسي مناسب وطرق تدريس رسمية ومتخصصين وبالاستفادة من التجارب الأجنبية الناجحة. وقالت الجمعية في بيان لها أصدرته بالنيابة عن أعضائها وعن أعضاء مشروع نقابة الجغرافيين تحت التأسيس، ورابطة خريجي شعب المساحة والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، أن ما يبث في الآونة الأخيرة، مما يعزز إنكار قيمة الجغرافيا يدخل تحت طائلة البرمجة اللغوية العصبية المسيئة ويؤدي إلى تشكيل صورة ذهنية ضارة تؤثر سلبًا على التكامل المعرفي وعلى إدراك أهمية الجغرافيا بما يعمق جوانب أزمة الوعي الجمعي. وثمن البيان جهود وزارة التربية والتعليم الخاصة باتباع القواعد العلمية، ومراجعة الخبراء والنظراء، لتجديد نظم ومحتوى الجغرافيا والمواد الأخرى في المراحل التعليمية المختلفة. ذكر البيان أن الدول المتقدمة تقوم بتدريس الجغرافيا في مرحلة الروضة، وليس من الصف الرابع الابتدائي، بل أن الجمعية الجغرافية الأمريكية، أكدت منذ 30 عامًا أهمية تدريس الجغرافيا لأصحاب الوظائف الوسطى والعليا أيضًا. أشار البيان إلى أن المشروعات القومية الكبرى، وخطط التنمية الاقتصادية، والعمرانية، عززت الطلب في سوق العمل على خريجي شعب الجغرافيا والجيوماتكس، وتخصصات مثل المساحة والخرائط ونظم الاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية، واستخدامات الذكاء الاصطناعي، في التطبيقات الجغرافية. وأشارت إلى أن انتصارًا مثل انتصار أكتوبر، لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الجغرافيا العسكرية، والجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السياسية، وأن استرداد طابا لم يكن ليتم لولا وجود أستاذ خبير جغرافي في الجانب المصري. وقالت إن افتتاح الجمعية الجغرافية نفسه، في 1875 تزامن مع افتتاح قناة السويس، لتربط بين جغرافيا الشرق والغرب، مشيرة إلى أن الصراعات الحالية تدور حول الجغرافيا وتتعلق بها ومن المهم أن يكون الوعي العام بذلك عاليًا. وقد قرر مجلس إدارة الجمعية في اجتماعه الأخير، مخاطبة الجهات المعنية، لبلورة الآراء والمواقف حيال قضية الجغرافيا، وارتباطها بالمصلحة العامة.