قال بيان صادر عن مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، السبت، تعليقًا على الاشتباكات التي وقعت بين متظاهرين بميدان التحرير، الجمعة، وعدد من أعضاء الجماعة أمام المنصة التي أقامتها بالميدان، إنهم تصدوا ل«الأسلوب العدواني» الذي عوملوا به وقد كان بمقدورهم الرد، وقالوا إنهم أول من مهد للثورة وشارك فيها. وكان مكتب الإرشاد عقد اجتماعًا السبت لبحث تداعيات الاعتداء على منصة الجماعة بميدان التحرير من قبل متظاهرين. وأوضح البيان أن «قرار الإخوان كان الاحتفاء بمنجزات الثورة وإعلان التمسك والمطالبة بما لم يتم إنجازه، وذلك في فعالية كبيرة في ميدان التحرير، والتأكيد على الإسراع بتسليم السلطة إلى المدنيين خلال الذكرى الأولى للثورة». وأضاف «كان هدف الإخوان في كل فعالياتهم الالتزام بالمبادئ والأخلاق وسلمية العمل والسلوك، واحترام حقوق الآخرين في فعالياتهم وآرائهم، وقد مر اليومان (الأربعاء والخميس) بطريقة سلمية حضارية، إلا أن مجموعات من الشباب بدأت بالعدوان على الإخوان يوم الجمعة بقذف الحجارة وغيرها، وحاولت هدم منصة الإخوان في الميدان وأطلقت هتافات بذيئة واتهامات باطلة». وأكد أن «الإخوان تصدوا لهذا الأسلوب العدواني غير الأخلاقي بطريقة حضارية ودافعوا عن منصتهم وأنفسهم وأصيب منهم عدد من الشباب، وقد كان في مقدورهم الرد بنفس الطريقة أو أشد ولكنهم قرروا ألا يعكروا صفو هذه المناسبة». واعتبر البيان أن الذين قاموا بالاعتداء على الإخوان يرون أنفسهم وحدهم الثوار، وأن غيرهم قد تخلى عن الثورة، فى إشارة إلى الجماعة، ألا فليعلموا أن الإخوان هم الذين مهدوا للثورة وأمدوها بالوقود من رجالهم على مدى عقود من الزمن وبمظاهراتهم التي اندلعت ضد قوانين الطوارئ والمحاكمات العسكرية وتعديل الدستور والتوريث والتمديد ومن أجل استقلال القضاء وقدموا آلافا من شبابهم وشيوخهم إلى المعتقلات ثمنا لهذه المظاهرات وشاركوا في ثورة 25 يناير من أول يوم فيها وحموها طيلة الثمانية عشر يوما، لا سيما أثناء موقعة الجمل وما بعدها وقدموا عشرات الشهداء ومئات الجرحى». وأكد البيان أنه على الجميع أن يعلم أن الثورة والمظاهرات ليستا هدفا في حد ذاتهما، وإنما هما وسيلتان للتغيير الجذري للنظام، ثم لابد أن تنتقل البلاد من حالة الثورة إلى حالة الاستقرار وأن تنتقل من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية الدستورية. وقال «نحن حتى الآن لم نستكمل تكوين المؤسسات الدستورية الديمقراطية، وإنما تم انتخاب مجلس الشعب فقط ولازلنا على الطريق، وعندنا بعد أيام انتخابات مجلس الشورى، لذلك نحن نرى أن الشرعية الدستورية بدأت في التكوين، وندعو الشعب أن يظل يقظا من أجل استكمال هذه المؤسسات الشرعية الدستورية، وأن تبقى الشرعية الثورية السلمية لحين إتمام هذا الهدف». ولفت البيان إلى أن الإخوان تمسكوا منذ بداية الثورة بأن الفترة الانتقالية لا يصح مطلقا أن تزيد عن الستة أشهر ولو ليوم واحد، وهذا ما قاله بالنص الدكتور محمد بديع، المرشد العام، للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، في المرة الوحيدة التي قابلهم فيها، وأضاف «الذين ينادون بتسليم العسكري للسلطة الآن وفورا هم الذين كانوا يتوسلون إليه أن يبقى فيها سنة كاملة وبعضهم مدها لثلاثة أعوام بدعوى عدم جاهزيتهم للانتخابات». واتهم البيان معظم أجهزة الإعلام بعمل حملة ضد جماعة الإخوان بدأت مبكرة ولا تزال تصعد وتحرض وتثير الخصوم ضدهم، الأمر الذي قال البيان أنه يخشى معه من أن يعاد إنتاج أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء بنتائجها الكارثية.
