أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، عن خطتها لعودة رائدين فضاء ظلوا عالقين لمدة شهرين، وحددت موعد عودتهما إلى الأرض، وذلك بعد أن تقرر أن عودتهما على مركبة ستارلاينر، التابعة لشركة بوينج «أمرًا خطيرًا» للغاية. وكشفت ناسا، في بيان حديث لها، أنه من المقرر أن يعود رائدا الفضاء العالقين في الفضاء لأكثر من شهرين، إلى الأرض في فبراير 2025 مع شركة «سبيس إكس» المملوكة للملياردير، إيلون ماسك. كان قد انطلق الثنائي «بوتش ويلمور» 61 عامًا، و«سوني وليامز» 58 عامًا، في 5 يونيو الماضي، إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة كان من المقرر أن تستغرق 8 أيام، لكنهما سيقضيان الآن نحو 8 أشهر في المدار، حيث كانا أول طاقم يركب «ستارلاينر». من جانبه، قال بيل نيلسون، مدير وكالة «ناسا» إن المشكلات الموجودة في نظام الدفع بكبسولة «ستارلاينر» الفضائية التابعة لشركة «بوينج»، تجعل نقل رائدي الفضاء، «ويلمور»، و«وليامز»، إلى الأرض أمرًا خطيرًا للغاية. وقررت «ناسا» الاستعانة بخدمات «سبيس إكس»، المنافس الرئيسي ل«بوينج» في مجال الفضاء، لإعادة رائدي الفضاء، وهو أحد أهم قراراتها منذ سنوات. وقالت «ناسا» إن رائدي الفضاء أكملا في السابق إقامتين طويلتين في الفضاء، وأدركا مخاطر رحلة الاختبار، بما في ذلك البقاء على متن المحطة لفترة أطول من المخطط لها، مضيفة أن رائدي الفضاء، يدعمان «بشكل كامل» الخطط المتعلقة بعودتهما وسوف يقضيان الأشهر القليلة المقبلة في تنفيذ العمل العلمي وصيانة الفضاء وربما القيام ببعض «السير في الفضاء». ويسمح الوقت الإضافي لشركة «سبيس إكس» بإطلاق مركبتها التالية، حيث من المقرر أن يتم الإطلاق في نهاية سبتمبر . وكان من المفترض أن تحمل المركبة 4 رواد فضاء على متنها، ولكنها ستسافر إلى محطة الفضاء الدولية برفقة 2 منهم، لترك المجال ل«ويلمور» و«يليامز» للانضمام إليهم في المركبة والعودة إلى الأرض في نهاية مهمتها المخطط لها في فبرايرالمقبل، وواجهت مركبة «ستارلاينر» مشاكل في طريقها إلى محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك تسرب الهيليوم، الذي يدفع الوقود إلى نظام الدفع، إلى جانب عدم عمل العديد من المحركات بشكل صحيح. وحصلت كل من «بوينج» و«سبيس إكس» على عقود بقيمة مليار دولار من وكالة ناسا لتوفير رحلات فضائية تجارية لرواد الفضاء بلغت قيمة عقد بوينج 4.2 مليار دولار (3.18 مليار جنيه إسترليني) بينما حصلت «سبيس إكس»، التي أسسها الملياردير إيلون ماسك، على 2.6 مليار دولار. وأرسلت شركة «سبيس إكس» حتى الآن 9 رحلات مأهولة إلى الفضاء لصالح وكالة ناسا، بالإضافة إلى بعض المهام التجارية، ولكن هذه كانت المحاولة الأولى لشركة بوينج في مهمة مأهولة. وقضى المهندسون في شركة بوينج وناسا أشهرًا في محاولة فهم المشكلات الفنية التي تواجه مركبة «ستارلاينر»، حيث أجروا الاختبارات وجمعوا البيانات، سواء في الفضاء أو على الأرض، آملين في تحديد جذور المشاكل وإيجاد طريقة لإعادة رواد الفضاء إلى ديارهم بأمان على متن مركبة «ستارلاينر».