ثلث إنتاج مصر من الأرز يأتى من محافظة كفرالشيخ، ورغم ذلك اشتكى عدد كبير من المزارعين فى المحافظة من تدنى سعر بيع المحصول بالتزامن مع بداية موسم الحصاد، وقالوا إن تكلفة الإنتاج مرتفعة وهو ما تسبب فى «خراب بيوتهم»، على حد تعبيرهم. رشاد عبدالواحد، أحد المزارعين بزمام جمعية الجمايلة بمركز دسوق، قال: «نعانى أزمة غير مسبوقة، فأسعار المحصول حاليًا لا تتناسب مع المصروفات التى تم إنفاقها على المحصول منذ إعداد الأرض للزراعة، فأسعار السولار مرتفعة، إذ يتم رى الأرض بالماكينات، إضافة لارتفاع سعر التقاوى، ومبيدات التخلص من الحشائش والأمراض بمختلف مراحل نمو المحصول منذ زراعته، كما أن (أجرة) العامل لمدة ساعتين فقط تزيد على 200 جنيه، والأسمدة أسعارها جنونية، ونضطر لشرائها من السوق السوداء بأكثر من 1000 جنيه للشيكارة الواحدة بدلًا من 250 جنيهًا للشيكارة المدعمة من الجمعية الزراعية، والفدان الواحد يحتاج 5 شكائر على الأقل». وأضاف: «فوجئنا مع بداية الحصاد أن تكلفة حصاد وضم الفدان الواحد تبلغ نحو 1920 جنيهًا، إذ إن سعر ضم القيراط الواحد بماكينة الكومباين يصل إلى 80 جنيهًا، وإذا كان الأرز (مرقد)، أى سنابله كثيفة ومائلة على الأرض، فالتكلفة تكون مضاعفة، وذلك بخلاف أسعار الشكائر، فسعر الشيكارة الفارغة الواحدة عشرة جنيهات، لنفاجأ فى النهاية بعدم وجود أى عائد رغم المجهود والتعب طوال مدة الزراعة، بسبب الانخفاض غير المسبوق فى سعر الأرز، إذ وصل سعر طن الأرز الشعير (الحبة العريضة) ل12 ألفًا و250 جنيهًا، أما الحبة الرفيعة فوصل ل12 ألف جنيه، ونحن فى أول الموسم والسعر معرض للانخفاض مع استمرار الحصاد وزيادة المعروض من الأزر، بينما كان الموسم الماضى السعر 15 ألف جنيه للطن وارتفع فى بعض الأنواع إلى 18 ألفًا». وأشار إلى أن انخفاض السعر عن العام الماضى، رغم الارتفاع الشديد فى الأسعار وفى مستلزمات الإنتاج، جعل الضحية فى النهاية هم المزارعون المهددون «بخراب بيوتهم» لأن الكثيرين منهم يحصلون على متطلبات إنتاج المحصول بإيصالات أمانة، وبالتالى أصبح غالبيتهم مهددين بالحبس لعدم تمكنهم من الالتزام بسداد مديونياتهم». ويضيف شريف الصباغ، من قرية منية المرشد بمركز مطوبس: «يجب على الحكومة أن تتدخل لحماية الفلاح، لأن محصول الأرز سلعة مهمة جدًا. وأكد أن سعر الأرز انخفض بصورة غير مسبوقة عن الأعوام السابقة.
