محافظ القليوبية يشهد إحتفال إحياء ذكرى المولد النبوي بمدينة بنها    حزب "الإخوان "حصد 44 % من المقاعد .. النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأردني تؤكد حنين الشعوب للإسلاميين    مرصد الأزهر يبحث التعاون المشترك مع جامعة القاهرة فى مجالات توعية الشباب    رئيس مصلحة الضرائب تزف بشرى سارة للشركات (فيديو)    الشعبة تكشف رسوم الأرضيات على سيارات ذوي الهمم في المواني    هَنو: لدينا فرص لتعزيز التعاون من أجل استدامة الفنون والصناعات الإبداعية    بعد بلينكن ولامي.. رئيس الوزراء الفرنسي السابق أتال يزور أوكرانيا الجمعة    بعد 23 عاما من هجمات 11 سبتمبر.. واشنطن عاجزة عن تحديد هويات أكثر من 40% من ضحايا الكارثة    رسميًا.. بابافاسيليو يوقع على عقود تدريب الاتحاد    وفاة إيهاب جلال| صدمة مصرية وتعاز عالمية ورسائل قوية واتهامات منطقية    فانتازي يلا كورة.. صلاح وهالاند الأفضل قبل العودة من التوقف الدولي    كوكا: مونديال الأندية كانت أفضل بطولة في حياتي.. ولدي حلم مع منتخب مصر    سقوط 3 تجار مخدرات في كفر الشيخ    عرض "السرب" على منصة Watch it.. في هذا الموعد    يتمتعون بذكاء عاطفي.. 3 أبراج تتعامل مع تغييرات العلاقات بسهولة    "اللعب مع العيال" يكتفي بمليون جنيه في هذا الأسبوع    كلب ضال يعقر 30 شخصا بمنطقة الحضرة في الإسكندرية    احذر الإسراف في تناول حلوى المولد.. تسبب ارتفاعا في نسبة السكر في الدم    تكريم أوائل الثانوية العامة بجنوب سيناء في الحديقة المركزية بشرم الشيخ    محمد المهدي عن منع طفل عن رؤية والده بعد الطلاق حتى لو الأب توكسيك: لا يجوز    أمين الفتوى: شكر الله يكون بالصلاة وقراءة القرآن والصيام (فيديو)    رئيس الوزراء اللبناني: عدد اللاجئين من جنوبي البلاد وصل إلى 140 ألف شخص    ماسك: لن نصل إلى المريخ أبدا إذا فازت هاريس بالانتخابات    علي جمعة يكشف عن أوصاف وشمائل النبي: صفات ساقيه وقدميه الشريفة    فن اختيار الستائر    "صورت وأنا حامل".. آية سماحة تنشر صورًا وفيديوهات من كواليس مسلسل "عمر أفندي"    كوجك وجميعة يتفقدان مستشفى أبو حماد المركزي بالشرقية    حسين الشحات ناعيا إيهاب جلال: "لم أرى منه إلا كل خير وحب ولحد دلوقتي مش مصدق"    طبيب يجيب.. ازاى تعزز مناعة طفلك قبل العودة للمدارس    لماذا يتناول المسيحيون البلح والجوافة في عيد النيروز؟    سبتمبر الخير والأفراح.. بداية لمواسم حصاد ثمار البلح والزيتون وصيد السمان فى شمال سيناء    ليس «زنا» أو «دعارة».. محامية تكشف عقوبة تبادل الأزواج    خالد الجندي يوضح الفرق بين الغيبة والنميمة والبهتان    عناوين مكاتب حجز تذاكر القطارات بمحطات المترو والجامعات.. خدمة جديدة    مصرع مسجل خطر في تبادل لإطلاق الرصاص مع الشرطة بقنا    مدبولي: الدولة مهتمة بتوفير كافة الحوافز والدعم لصناعة الدواء    وليد عوني يخطف أنظار جمهور حفل ختام الدورة 31 لمهرجان المسرح التجريبي    النزول بسن القبول للصف الأول الابتدائي في جنوب سيناء    حبس طرفي مشاجرة الأسلحة النارية بنجع عطيتو بالأقصر 15 يوما    محافظ أسوان يتابع مشروعات محطات معالجة ورفع الصرف الصحي    محافظ مطروح يدعو منتجى التمور للمشاركة فى المعرض الدولى بمركز مصر للمؤتمرات    السلطات التشيكية تصدر تحذيرا شديدا من الفيضانات شرقى البلاد    حفل تخرج الدفعة الأولى من البرامج المشتركة لجامعتى المنوفية والمصرية للتعلم الإلكتروني    «الصحة» تعلن بدء التشغيل التجريبي لمركز الزهراء التخصصي للأسنان    مدبولي يلتقي "عياد" ب "الإفتاء: الدولة تدعم الدار لتحقيق أهدافها    رئيس «مطروح الأزهرية» يكرم أوائل الطالبات بمعهد فتيات مطروح النموذجي    العراق وإيران يوقعان 14 مذكرة تفاهم في عدة مجالات    «بيت الزكاة والصدقات» يدعم الأسر الفلسطينية وأبنائهم الطلاب في مصر    11 سبتمبر.. هل ضحايا غزة بني أدمين درجة ثانية؟    الحكومة تبحث فض التشابكات المالية بين بنك الاستثمار القومي والهيئة القومية للبريد    «الأرصاد»: ارتفاع شديد في درجات الحرارة غدا.. والرطوبة تصل إلى 90%    المعارضات يجدد حبس المتهمين بقتل ابن سفير سابق في الشيخ زايد    "خايف من اللي عمله".. الزمالك يفجر مفاجأة بشأن صفقة بوبيندزا    "الصحة" تحتفل بتخريج الدفعة الثانية من دبلومة "المستشفيات التعليمية" للصيدلة الإكلينيكية    إصابة 4 أشخاص فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالبلينا سوهاج    الشريعي: أحمد دياب أساء اختيار عامر حسين.. وحقنا في صفقة إسلام عوض "سقط"    استقبال حافل لأبطال مصر المشاركين في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 11-9-2024 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أصحاب القلم فى عصر سيادة القدم! أبو الروس محفوظ (1)
نشر في المصري اليوم يوم 18 - 08 - 2024

كرة القدم جنون الصغار والكبار فى القرن العشرين، وزادتهم جنونا فى القرن الحالى، كلهم يهيمون جنونا بالمشاهير من لاعبيها العالميين، وزاد الأمر فى مصر مع شهرة لاعبها العالمى محمد صلاح ومناطحته لكبارها النجوم السوبر ستار من عينة ميسى ورونالدو وغيرهما من كبار النجوم. وأسباب هذا الجنون كثيرة وعديدة أولها بالطبع الشهرة الطاغية لأولئك النجوم والمبالغ الأسطورية التى يتقاضونها ووضعيتهم المتميزة فى مجتمعاتهم وعلى مستوى العالم، ويحلم الصغير أولا أن يكون صاحب مهارات عالية تقطع خطواته وتطلعاته للشهرة فى زمن قياسى يجد نفسه بعدها محطا للأنظار وموضعا للإشارة إليه بالنجم الكبير فلان، فضلا عما يجده الفتية الحالمون بالنجومية من فروق اجتماعية ومادية شاسعة بين أهاليهم المكافحين الذين يعيشون حياتهم بالكاد وبين ذلك العالم الساحر حيث القصور والفيلات والسيارات الفارهة والطيارات الخاصة والإعلانات التى تدر عليهم ملايين بغير حساب.
لكن السؤال: هل كانت كرة القدم بهذه الحظوة لدى أجيال سابقة فى القرن الماضى مثلا وكانت تخطف الأبصار والعقول بنفس هذه الدرجة؟. لقد لفتت كرة القدم أنظار كبار الأدباء والمفكرين وما تفعله بالشباب والصبية من افتتان بها؛ حتى إن الأديب الراحل توفيق الحكيم لخص القضية فى جملة واحدة حيث قال «انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم»، وواضح ما يرمى إليه الأديب الراحل من معنى يرتكز على وضعية كرة القدم ونجومها فى المجتمع وتفوقها على أصحاب العلم والأدب والفكر ماديا ومعنويا لدى الناس.
وهو ما يعكس اهتمام الحكيم وعشقه للكرة ومتابعته لها، ولم يكن وحده كذلك، بل انضم إليه وشاركه هذا الاهتمام نجوم عصر الكتابة بالقرن الماضى مثل إحسان عبدالقدوس وعبدالرحمن الشرقاوى وفتحى غانم ويوسف الشارونى، كما أشار إلى ذلك الكاتب الصحفى مصطفى بيومى فى كتابه «كرة القدم فى الأدب المصرى شهادات اجتماعية وسياسية»، الأكثر إدهاشا ما كان عليه كاتب نوبل عميد الرواية العربية العالمى نجيب محفوظ من عشقه لكرة القدم منذ طفولته، وهو ما يذكره الكاتب الصحفى الصديق العزيز عاطف النمر فى كتابه «كل زملكاوى فنان»؛ حيث كون فريقا من أولاد الحارة أطلق عليه اسم «قلب الأسد»، وأطلق عليه زملاؤه لقب «أبو الروس» لتفوقه فى إحراز الأهداف برأسه، وانتقل نجيب محفوظ بموهبته الكروية من فريق الحارة إلى فريق المدرسة الابتدائية، لعب جناحا أيسر وأحرز من هذا المركز أهدافًا كثيرة، وانتقل فى فريق المرحلة الثانوية إلى مركز قلب الدفاع وتنبأ له مدرس التربية الرياضية بمستقبل واعد عندما يلتحق بفريق ناد كبير، لكنه خيب التوقعات بعد التحاقه بالجامعة، لأن الأدب سرقه من الساحرة المستديرة عندما قرر أن يتفرَّغ للإبداع الأدبى.
يقول نجيب محفوظ فى أكثر من حديث إنه كان يحب- كما يقول- أن يسمع كلمة استحسان، وهو يتلاعب بالخصوم ليسمع تصفيق الجمهور وآهاته، وترجع علاقته بالكرة إلى الفترة التى انتقل فيها مع أسرته إلى العباسية، التحق بالمدرسة الابتدائية، وكانت المدارس فى ذلك الوقت حسب قوله لا تلتزم بسن محددة للالتحاق بها، أطفال فى سن الثامنة أو التاسعة يجلس بجوارهم شباب تجاوزوا العشرين ولهم شوارب كبيرة، واصطحبه شقيقه ذات يوم لزيارة صديق حميم له من عائلة الديوانى، وكان بيت هذا الصديق يطل على محطة السكة الحديد، وقد اصطحبهما بعد الغداء لمشاهدة مباراة فى كرة القدم بين فريق مصرى وآخر إنجليزى، ويقول نجيب محفوظ: «كم كانت دهشتى كبيرة عندما فاز الفريق المصرى، كنت أعتقد حتى ذلك الوقت أن الإنجليز لا ينهزمون حتى فى الرياضة، وكان قلب الدفاع فى الفريق المصرى هو المرحوم على الحسنى، وهو من فتوات بولاق، كان يضرب الإنجليز كل كتف وكتف دون أن يُضرب بالرصاص، فيتدحرج الإنجليزى على الأرض، ولم تكن ضربة الكتف تعتبر «فاولًا» فى ذلك الوقت، كنا نجابه الإنجليز فى الكرة بلا خوف، وكانت النتائج تفرح الشعب».
ويتذكر نجيب محفوظ بقية اللاعبين فى الفريق المصرى ومنهم الشقيقان أحمد ومحمد سالم، قوة الدفاع الحقيقى للفريق، أحدهما الظهير الأيمن والآخر الظهير الأيسر، ويتذكر أيضا اللاعب الفذ «حسين حجازى»، وحارس المرمى «مرعى» الذى كان عملاقًا، وكانوا يضربون عليه الكرة عالية فيلتقطها بيده من دون أن يقفز، ولكنهم كانوا فى بعض الأحيان يفلحون فى تهريب الكرة من تحت رجليه، وهؤلاء- كما يقول نجيب محفوظ- كان المصريون يقرأون أسماءهم فى جريدة «التايمز» البريطانية التى كانت تغطى مباريات الإنجليز فى مصر.
ويتذكر نجيب محفوظ أن حسين حجازى والشقيقين أحمد ومحمد سالم ومرعى تركوا فريق الأهلى وذهبوا إلى «فريق المختلط»، وفى أول مباراة لهم ضد فريق الأهلى ذهب نجيب محفوظ إلى الملعب ووصف المباراة بأنها: «كانت مباراة العمر. كنا جميعًا نتابعها بأعصابنا قبل عيوننا، وكنت أخشى أن ينهزم حسين حجازى من الأهلى فى هذه المباراة بالذات. وأعترف أننى من شدة انفعالى كان يمكن أن أموت لو حدثت الهزيمة، فالحزن يميت فى مثل هذه الحالات، كذلك الفرح»، ومن هذه المباراة تعلق نجيب محفوظ بالساحر الكروى حسين حجازى، وطلب من والده أن يشترى له كرة، وأخذ يمضى وقتًا طويلًا فى فناء المنزل وهو يلعب بالكرة مع نفسه، حتى أتقن المبادئ الأساسية للعبة كرة القدم، وانطلق من فناء المنزل إلى الشارع، وأصبح أشهر لاعب كرة قدم فى شوارع العباسية من خلال فريق «قلب الأسد» ويقول محفوظ: «كنا نلاعب فرق الشوارع الأخرى، وظللت سنوات ألعب الكرة إلى أن دخلت الجامعة، وعرضوا علىَّ أن أشارك فى فريق الكلية، لكنى كنت قد عرفت طريق المكتبة بالجامعة فأخذتنى القراءة من الكرة، ربما لو استمرت بى الحال فى مجال الكرة لكنت لاعبًا مشهورًا فى أحد النوادى الكبرى».
لكن تتعدد حكايات أصحاب القلم مع الرياضة خاصة أصحاب القدم، ممارسة أو تشجيعا أو حتى رفضا وتنفيرا، فإلى المقال القادم بمشيئة الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.