بعد قرار وزارة التربية والتعليم بدمج مادتي الفيزياء والكيمياء في السنة الأولى من المرحلة الثانوية لتصبح مادة واحدة تسمى العلوم المتكاملة، كثرت التساؤلات حول كيفية تطبيق ذلك القرار خلال العام الدراسي المقبل وما يتوقع أن يعود على الطالب والمعلم معًا لتحقيق أهداف الدولة المصرية في تطوير منظومة التعليم وتجديد المناهج بما يتناسب مع المعايير الدولية الحديثة. مميزات قرار دمج مادتي الكيمياء والفيزياء تجديد المنهج الدراسي لطلبة الصف الأول الثانوي الذي أعلن عنه مؤخرًا المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، يستهدف تخفيف الأعباء على الطلاب وأولياء أمورهم، فبدلاً من المخاوف التي كانت تلاحقهم على مدار الأعوام الماضية من كثرة المواد المقررة في تلك السنة الدراسية، والتي كانت تدفع ببعض الطلاب إلى الالتحاق بالتعليم الفني، أصبح بالإمكان خوض تجربة الثانوي العام بدراسة عدد أقل من المواد يضمن عدة فوائد لخصها الخبير التربوي وليد نصر خلال حديثه ل«المصري اليوم» في النقاط التالية: 1. تقليل المواد الدراسية المقررة على الطالب بما يخفف من وطأة الضغوط التي يتعرض لها، وكذا النفقات التي يتحملها ولي الأمر في الدروس الخصوصية. 2. التسهيل على الطالب الذي ينوي الالتحاق بالشعبة الأدبية، والذي قد يواجه صعوبة في استيعاب منهجي الفيزياء والكيمياء بكل ما يحمله من تفاصيل لن يكون بحاجة إليها بالعام التالي عندما يتخصص في شعبة الأدبي. 3. حل مشكلة العجز في أعداد المعلمين، ففي بعض المدراس تضطر الإدارات التعليمية التابعة لها لتحمل مزيدا من التكلفة لتوفير راتب شهري لعدد كبير من المعلمين، وقد لا تتوافر ميزانية تسمح بتعيينهم فيتحمل تبعات ذلك المعلمون المتواجدون بالفعل للقيام بعدد أكبر من الحصص الدراسية لتغطية جميع الفصول داحخل المدرسة. 4. تخفيض النفقات التي تتحملها الوزارة من طبع الكتب الدراسية الخاصة بمادتي الكيمياء والفيزياء لطلبة الصف الأول الثانوي، ليحل محلها كتاب واحد بعنوان «العلوم المتكاملة». 5. خدمة توجهات الدولة في إعادة هيكلة نظام المدارس الثانوية وتحديثه مع الأنظمة العالمية لجعله متوافقا مع متطلبات سوق العمل. نظام دراسي جديد لطلبة أولى ثانوي لتطبيق النظام الجديد يعمل الخبراء المتخصصون في وضع المناهج الدراسية على تقسيم عدة فصول من مادتي الكيمياء والفيزياء ودمجهما في منهج جديد يعمل على تأسيس العلوم الطبيعية في ذهن الطالب في عامه الأول من المرحلة الثانوية، وكما يحمل ذلك القرار في طياته الكثير من المميزات، لا بد من التطرق إلى ذكر العيوب أيضاً التي يحددها الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، في حرمان الطالب من التعمق في المادة الدراسية والاكتفاء بالمعلومات العامة حتى يتخذ قراره بالعام التالي فإما أن يتخصص في الشعبة العلمية أو الأدبية، مع التأكيد على أن ذلك القصور لا يؤثر في فهم محتوى المنهج الدراسي. ويتوقع «شوقي» خلال حديثه ل«المصري اليوم» أن يكون عاملاً أساسياً في نجاح النظام الجديد الذي يشمل استبعاد اللغة الأجنبية الثانية من الإضافة إلى المجموع في السنة النهائية من الثانوية العامة، لتصبح مادة «نجاح وسقوط»، مما يضمن عدم تشتيت الطالب بعدد كبير من المواد يستهلك مزيدا من الوقت والجهد في دراسته ويفاقم حالة التوتر الملازمة لتلك السنة الفارقة في حياة الطالب المصري. اطلع أيضاً: جدل بشأن تغيير نظام الثانوية العامة.. هل التعديلات في مصلحة الطالب؟ من نظام السنة الواحدة ل«التحسين» ثم التابلت.. كيف تطورت الثانوية العامة في مصر؟