بينما تتأهب إسرائيل لرد عسكري محتمل من جانب الإيرانيين، نشر البنك الدولي تقريرا استثنائيا ومراجعة خاصة حذر فيها طهران من أن «أي مواجهة قصيرة مع إسرائيل ستكلف اقتصادها ومواطنيها غاليًا». وأفاد تقرير البنك الدولي الصادر اليوم الإثنين، ونقلته كاملا صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن المشاركة الإيرانية في الصراع بين إسرائيل وحماس ستكون بمثابة «ضربة مدمرة لاقتصادها» الذي يعاني حالة من التباطؤ، وهجرة الكفائات، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، ونقص الاستثمار، وخسارة صناعة السيارات، وتسارع انخفاض قيمة العملة، ونظام مشوه لأسعار الصرف، والتضخم، والتدهور السريع في القطاعات الإنتاجية. وزعم التقرير أن انخراط إيران في أي أعمال عسكرية سيكلفها أعباء اقتصادية ثقيلة؛ عبر خفض مستوى المعيشة، وتراجع الاستثمارات الإنتاجية، وتصاعد نسب التضخم، إضافة إلى تراجع صادرات النفط بمقدار الثلثين. تقرير استثنائي واعتبرت صحيفة «يديعوت حرونوت» الإسرائلية التقرير استثنائيا، وذلك بالنظر إلى توقيته؛ إذ يأتي ذلك على خلفية ترقب تل أبيب ردًا عسكريًا محتملًا من قبل إيران ردا على إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي استهدفته إسرائيل على الأراضي الإيرانية خلال استضافته في طهران لحضور أداء اليمين للرئيس الإيراني الجديد مسعود بازخيان واستشهدت الصحيفة الإسرائيلية بحسابات البنك الدولي بشأن الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد الإيراني حال أقدمت طهران على مواجهة إسرائيل برد عسكري مشيرة إلى تراجع نصيب الفرد من الدخل ومستوى المعيشة في إيران العام الجاري عن ما كان عليه في عام 2024، زاعمة أن «الفجوة بين إيران وبين البلدان النامية الأخرى آخذة في التعمق». ووفق مراجعة البنتك الدولي فإن «الصراع العسكري القصير نسبياً مع إسرائيل سوف يكلف المواطنين الإيرانيين ثمناً باهظاً؛ إذ سيؤدي إلى خسارة نحو 10% أو أكثر من إجمالي الدخل القومي الإيراني، وتعطيل النشاط الاقتصادي الحالي، وانخفاض مستوى المعيشة بشكل حاد، وزيادة تقليص الاستثمارات الإنتاجية». «. ووفق التقرير فأن «الانخفاض الذي سيحدث لا محالة للعملة الإيرانية سيشعل نار التضخم من جديد ليقفز معدله السنوي قريباً إلى نحو 60% وذلك إضافة إلى انخفاض صادرات النفط الإيرانية بمقدار الثلثين». اغتيال دراماتاكي واغتالت إسرائيل، نهاية يوليو الماضي في واقعة اغتيال دراماتيكي لم تتكشف ملابساتها حتى اللحظة، إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عقب أقل من 24 ساعة من واقعة اغتيال أخرى نفذتها إسرائيل لاستهداف القيادي بحزب الله، فؤاد شكر في بيروت ما اعتبره البعض «ضربتان موجعتان لمحور المقاومة» المدعوم من إيران في المنطقة العربية، لتثار التساؤلات بشأن سيناريوهات الرد الإيراني. فور اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، شمالي العاصمة الإيرانية حيث مقر استضافته وانتظاره حضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد شرع المرشد الأعلى وزعيم الحرس الثوري الإيراني، آية الله على خامنئي بتهديد إسرائيل بالانتقام لدماء هنية متوعدا تل أبيب ب«رد قاس». ورفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى استعدادا للرد الإيراني المحتمل؛ إذ قرر قائد القوات الجوية، اللواء تومر بار، اليوم (الاثنين)، تأجيل إجازات الموظفين الدائمين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي في الخارج على خلفية التأهب الإسرائيلي تحسبا لهجمات إيران وحزب الله. وتأتي تلك الخطوات عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» الليلة الماضية عن تزويد قواعدها في الشرق الاوسط بغواصة الصواريخ «يو أس أس جورجيا» وتسريع حاملة الطائرات لينكولن إلى المنطقة وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانييل هاغاري، الليلة الماضية أنه على الرغم من التقارير التي تفيد بأن إيران قررت تنفيذ هجوم ضد إسرائيل، فإنه «في هذه المرحلة لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية». وأضاف أن «جيش الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يراقبان الأعداء والتطورات في الشرق الأوسط، مع التركيز على إيران وحزب الله، ويقومان بتقييم الوضع باستمرار، فيما قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة ومستعدة على مستوى عال من الاستعداد».