ارتفع استهلاك المخدرات وازداد السلوك الإدماني في إسرائيل بشكل حاد بعد الهجوم الذي شنته حركة «حماس» في 7 أكتوبر 2024، حسبما أفاد العاملون في مجال الصحة بإسرائيل، حيث كشفت دراسة أن الناجين والنازحين وغيرهم من الإسرائيليين استهلكوا مواد إدمانية أكثر منذ السابع من أكتوبر. وأرجع الأطباء النفسيين في إسرائيل ارتفاع استهلاك المخدرات وازدياد السلوك الإدماني إلى أنه رد الفعل طبيعي بسبب الضغط النفسي الذي تسببت به الحرب، فهى مجرد وسيلة للهروب من الواقع وفقًا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل». ارتفاع استهلاك المخدرات والسلوك الإدماني في إسرائيل قال الطبيب النفسي شاؤول ليف ران، مؤسس مركز إسرائيل للإدمان، إنه: «كرد فعل طبيعي للتوتر العاطفي وسعيًا إلى الراحة، شهدنا ارتفاعًا مذهلًا في استهلاك مختلف المواد المهدئة المسببة للإدمان». وتوصلت دراسة أجراها فريق مركز إسرائيل للإدمان إلى وجود صلة بين التعرض غير المباشر لأحداث السابع من أكتوبر وزيادة استهلاك المواد المسببة للإدمان بنحو 25%، وقال ليف ران لوكالة فرانس برس إنهم رصدوا ارتفاعا في استخدام الأدوية الموصوفة طبيا، والمخدرات غير المشروعة، والكحول، أو السلوك الإدماني مثل المقامرة. وبحسب الدراسة التي أجريت في شهري نوفمبر وديسمبر 2023 على عينة تمثيلية من ألف إسرائيلي، فإن واحدًا من كل أربعة إسرائيليين زاد من تعاطيه للمواد المسببة للإدمان، وفي عام 2022، قبل الحرب، كان واحد من كل سبعة إسرائيليين يعاني من إدمان المخدرات. وقال ليف ران إن هجوم السابع من أكتوبر أحدث صدمة حقيقية في المجتمع الإسرائيلي، وتوصلت الدراسة إلى أنه كلما اقترب الأفراد من مكان الصدمة في السابع من أكتوبر، زاد خطر السلوكيات الإدمانية. وتابع: «بدأ بعض الأشخاص الذين لم يستهلكوا مواد مسببة للإدمان مطلقًا في استخدام القنب، واستخدم بعضهم مواد مسببة للإدمان لكنهم زادوا من استخدامها، وتلقى البعض الآخر العلاج بالفعل من الإدمان ثم انتكسوا». وأكد ليف ران أن إسرائيل بالفعل في بداية وباء حيث ستصبح شرائح كبيرة من السكان مدمنة على المواد المخدرة. وتوصلت الدراسة التي أجراها مركز إسرائيل للإدمان إلى زيادة في استهلاك المواد المسببة للإدمان بين الناجين من هجوم السابع من أكتوبر، ولكن أيضا بين الإسرائيليين النازحين منذ ذلك الحين من المجتمعات القريبة من حدود غزة أو في الشمال، بالقرب من لبنان. وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام الحبوب المنومة ومسكنات الألم ارتفع أيضًا بشكل كبير، بنسبة 180% و70% على التوالي. وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قالت السلطة الفلسطينية إنه لا توجد بيانات مماثلة بشأن الإدمان والصحة العقلية في الأراضي الفلسطينية.
