أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسى للحركة خلفًا لإسماعيل هنية. وقالت حركة حماس فى بيان لها، مساء أمس الأول، إنه بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة فى مؤسسات الحركة القيادية، قررت حركة المقاومة الإسلامية حماس اختيار الأخ القائد المجاهد يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسى للحركة، خلفًا للقائد الشهيد إسماعيل هنية. وأشار البيان، إلى أن حركة حماس إذ تعبّر عن ثقتها بالأخ أبى إبراهيم قائدًا لها فى مرحلة حساسة، وظرف محلى وإقليمى ودولى معقد، فإنها تسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويسدد خطاه، وأن يكتب النصر المؤزر المبين لشعبنا وقضيتنا. وأضاف البيان:« نستذكر فى هذه اللحظة التاريخية قائدنا الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله، الذى قدم فى سيرته القيادية نموذجًا للقيادة الشجاعة والحكيمة والمنفتحة، وإننا على يقين أن أبا إبراهيم وإخوانه فى قيادة الحركة سيكملون مسيرته ومسيرة القيادات السابقة، وسيحافظون على إرثهم الجهادى والنضالى، حتى التحرير والعودة». وقال القيادى فى حماس، أسامة حمدان، إن الرسالة الأهم فى اختيار السنوار أن الحركة تقف موحدة خلف قيادتها؛ مشيرًا إلى السنوار هو قائد للحركة الآن ويتخذ مع القيادة جملة القرارات الاستراتيجية. وأضاف حمدان:« الرسالة لأعدائنا من اختيار السنوار أن اغتيال القادة لن يحدث فوضى داخل الحركة». إلى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى إبراهيم المدهون إن اختيار يحيى السنوار قائدا لحماس خلفا لإسماعيل هنية يعتبر رسالة تحد للاحتلال الإسرائيلى، مضيفًا:« الاختيار يدل على فشل الاحتلال فى هزيمة شعبنا الفلسطينى وحماس فى غزة عسكريا رغم حرب الإبادة وما تكبده شعبنا من دماء وعاهات وألام، ورغم ما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلى من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». ولفت «المدهون» إلى أن تعيين السنوار جاء فى السياق الطبيعى كونه نائبا لهنية ورئيس الحركة فى غزة، ويعتبر رجلا قويا قادرا على إدارة الأمور. يعكس اختيار السنوار استمرارية قيادية فى الحركة، ويعد استحقاقا كبيرا يظهر استعداد حماس لإكمال المواجهة حتى النهاية. وأشار وهذا يعنى أن هذه الحركة لم تنكسر ولم تنهزم. ومن أراد أن يضعف الحركة من خلال قتل هنية اليوم لا؛ اليوم حماس تقول له إنها ستكون أقوى رغم سياسة الاغتيالات، منبها إلى أن السنوار الذى أمضى عشرين عاما فى السجون الإسرائيلية يعتبر رمزا شعبيا فلسطينيا وزادت شعبيته بعد عملية طوفان الأقصى. السنوار أيضا ما يتميز به أنه يتمتع بعلاقات قوية خصوصا مع القاهرة ومع الإدارة المصرية، حيث زار القاهرة أكثر مرات أكثر من مرة والتقى بوزير المخابرات المصرية عباس كامل، بل أن عباس زار غزة واستقبله أبو إبراهيم فى غزة. وقال إن السنوار يقدر الدور المصرى المحورى فى حل الأزمات خاصة فى إنهاء الحرب الحالية. و أضاف:« أعتقد أن الأخ أبو إبراهيم سيصر عليه ويطور العلاقة ويمثل العلاقة مع القاهرة، ما يساهم فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، لافتا إلى أن كلمة السر عند أبى إبراهيم فى القوة والاستقرار هى «مصر»، معربا عن اعتقاده بأن سرعة اختيار قائد جديد لحركة حماس بعد انتهاء عزاء هنية بيوم تعكس التفافا كاملا حول عملية طوفان الأقصى وتجديدا لتبنى خيار هذه العملية وأن الجهود المصرية المبذولة تعتبر حيوية. وأضاف: «مصر هى الحليف الطبيعى لشعبنا الفلسطينى فى هذه الأرض فى هذا الظرف الصعب وفى هذه الظروف الصعبة، ونحتاج دورا مصريا قويا، ولهذا حضور الأخ أبو إبراهيم وقوته ورمزيته أعتقد أنها قد تساعد جميع الجهود العربية بتعزيز الهدوء والاستقرار وإنهاء حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطينى». فى حين، قال الدكتور أسامة شعث إن اختيار يحيى السنوار لرئاسة حماس لم يكن متوقعًا لدى كثير من المراقبين والمحللين، رغم أنه كان أحد المرشحين لتولى هذا المنصب. وأوضح أن الانتخابات الداخلية لحماس تجرى بين أعضاء المكتب السياسى، وتحديدًا بين رؤساء فروع المكتب السياسى الثلاثة: غزة، الضفة، والخارج. وأشار إلى أن إسماعيل هنية، بصفته رئيس المكتب السياسى لحماس فى غزة، كان له الحق فى الترشح. ومع ذلك، لم يتوقع شخصيًا أن يتولى يحيى السنوار هذا المنصب بسبب وضعه الأمنى، حيث يدير المعارك والمقاومة فى غزة من تحت الأرض، مما يحد من قدرته على التحرك الدولى كما كان يفعل إسماعيل هنية وخالد مشعل وموسى أبو مرزوق من قبله. وأضاف أن هؤلاء الرؤساء السابقين للمكتب السياسى كانوا قادرين على التحرك دوليًا والانطلاق من عدة عواصم مثل قطر وتركيا وسوريا. لذلك، كان قرار تعيين يحيى السنوار مفاجئًا للجميع. وتابع شعث إن اختيار يحيى السنوار لرئاسة حماس يحمل دلالات عديدة، حيث أرادت الحركة توجيه عدة رسائل للاحتلال الإسرائيلى وللعالم. أهمها أن اغتيال إسماعيل هنية، الذى يُعتبر من التيار المعتدل أو «تيار الحمائم»، أدى إلى انتخاب يحيى السنوار، الذى يُعتبر من التيار الأكثر تشددًا أو «تيار الصقور». وهذا يعنى أن كلما استهدف الاحتلال أحد قيادات الحركة، ستزداد حماس تشددًا وتطرفًا تجاهه.