دعا طلاب محتجون في بنجلاديش إلى مسيرة إلى العاصمة دكا في تحد لحظر التجول على مستوى البلاد، الاثنين، للضغط على رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للاستقالة، بعد يوم من مقتل ما يقرب من 100 شخص في اشتباكات وصفت ب«دامية»، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية. اجتاحت البلاد احتجاجات وأعمال عنف بدأت الشهر الماضي بعد أن طالبت جماعات طلابية بإلغاء «نظام الحصص» المثير للجدل في الوظائف الحكومية، ذلك النظام الذي خصص أكثر من نصف جميع الوظائف الحكومية لمجموعات معينة. وقال منسق الاحتجاج آصف محمود في بيان على منصة فيسبوك في وقت متأخر من الأحد: «قتلت الحكومة العديد من الطلاب، لقد حان الوقت للإجابة النهائية». احتجاجات وأعمال شغب مستمرة قُتل ما لا يقل عن 91 شخصا وأصيب المئات، الأحد، وفقا لرويترز في موجة من العنف في جميع أنحاء البلاد، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين. ولوح المتظاهرون في دكا، الذين أحاط بهم حشد مكتظ ومهلل، بعلم بنجلاديش فوق سيارة مدرعة بينما كان الجنود يراقبون، وفقا لمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد، تم التحقق منها من قبل وكالة فرانس برس. وفي عدة حالات، لم يتدخل الجنود والشرطة لوقف الاحتجاجات، على عكس ما حدث خلال الشهر الماضي من المظاهرات التي انتهت مرارًا وتكرارًا بوسائل قمع متعددة، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس. أعلى حصيلة للقتلى كانت حصيلة القتلى، الأحد، والتي شملت 14 شرطيًا على الأقل، هي الأعلى ليوم واحد من أي احتجاجات في تاريخ بنجلاديش الحديث، متجاوزة 67 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في 19 يوليو عندما نزل الطلاب إلى الشوارع ضد الحصص. ابتداءً من مساء الأحد، تم فرض حظر تجوال على مستوى البلاد، وعلقت السكك الحديدية خدماتها وأغلقت صناعة الملابس الضخمة في البلاد. أعلنت الحكومة حظر تجوال على مستوى البلاد إلى أجل غير مسمى بدءًا من الساعة 6 مساءً (1200 بتوقيت جرينتش) الأحد وأعلنت أيضًا عن عطلة عامة لمدة ثلاثة أيام تبدأ من يوم الاثنين. حث الجيش الجميع على الالتزام بقواعد حظر التجوال. وقال في بيان في وقت متأخر من يوم الأحد: «سيقوم جيش بنجلاديش بأداء واجبه الموعود بما يتماشى مع دستور بنجلاديش والقوانين الحالية للبلاد». وقال: «في هذا الصدد، يطلب من الناس الالتزام بحظر التجوال، وكذلك التعاون الكامل لتحقيق هذه الغاية». اختبارات لنظام حسينة كانت الاضطرابات أكبر اختبار لنظام حسينة الذي دام عشرين عامًا بعد فوزها بفترة ولاية رابعة على التوالي في الانتخابات التي قاطعها حزب المعارضة الرئيسي، حزب بنجلاديش الوطني، في وقت سابق من هذا العام. بدأت المظاهرات بسبب إعادة تطبيق نظام الحصص الذي خصص أكثر من نصف جميع الوظائف الحكومية لمجموعات معينة. اتهم منتقدو حسينة، حكومتها باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وهي التهمة التي تنفيها هي ووزراءها. للمرة الثانية خلال الاحتجاجات الأخيرة، أغلقت الحكومة خدمات الإنترنت عالية السرعة، وفقًا لمشغلي الهاتف المحمول. لم تكن منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتساب متاحة. في يوليو، قُتل ما لا يقل عن 150 شخصًا وأصيب الآلاف في أعمال عنف بعد أن بدأت الجماعات الطلابية في الاحتجاج. توقفت الاحتجاجات بعد أن ألغت المحكمة العليا معظم الحصص، لكن الطلاب عادوا إلى الشوارع في احتجاجات متفرقة الأسبوع الماضي، مطالبين بالعدالة لأسر القتلى واستقالة حسينة. وقالت «حسينة» إن «أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف ليسوا طلابًا بل إرهابيين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأمة». وأفادت وكالة «رويترز» للأنباء، ظهر الإثنين، باستقالة رئيسة حكومة بنجلاديش، الشيخة حسينة من منصبها، مشيرة إلى أنها توجهت إلى الهند بمروحية عسكرية.
