شهد العالم صباح الجمعة انقطاعًا واسع النطاق ل خدمات شركة مايكروسوفت، ما تسبب في تعطيل رحلات جوية، بنوك، وسائل إعلام، وشركات في مختلف أنحاء العالم، ما أثار تساؤلات حول هشاشة البنية التحتية التكنولوجية العالمية، وأثار هذا العطل الواسع النطاق قلقًا عالميًا حول هشاشة التكنولوجيا واعتماد العالم على بنية تحتية قد تكون غير مستقرة، مما يبرز الحاجة إلى تعزيز الأمن السيبراني وتطوير أنظمة أكثر مرونة لضمان استمرار العمليات الحيوية في حال حدوث أعطال تقنية غير متوقعة. عطل مايكروسوفت يضرب العالم أعلنت شركة مايكروسوفت في تصريحات لها عبر منصة «إكس» بعد حدوث العطل التقني أنها «تعمل على إعادة توجيه حركة المرور المتأثرة إلى أنظمة بديلة لتخفيف التأثير بطريقة أكثر ملاءمة»، مشيرة إلى أنها «تلاحظ اتجاهاً إيجابياً في توفر الخدمة»، وأوضحت الشركة أن انقطاع الخدمة بدأ في ساعات متأخرة من ليل الخميس، مؤكدة أنها تحقق في مشكلات تتعلق بالخدمات السحابية في الولاياتالمتحدة، ومشكلة تؤثر على العديد من تطبيقاتها وخدماتها، كما ألقت مايكروسوفت باللوم على «برمجيات الطرف الثالث»، حيث أفاد المتحدث باسم الشركة أن المشكلة تتعلق بتحديث من منصة برمجيات تابعة لجهة خارجية، متوقعاً أن يتم التوصل إلى حل قريباً. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن العطل المعلوماتي العالمي ناجم عن «تحديث فيه خلل» أجرته شركة كراود سترايك الأمريكية للأمن السيبراني، وأعلن رئيس مجموعة كراود سترايك، جورج كورتز، أنه تم «تحديد» المشكلة التي تسببت ب العطل المعلوماتي الشامل، وأنه «يجري تصحيحها»، وكتب كورتز على منصتي إكس ولينكد إن أن «كراود سترايك تعمل بشكل نشط مع العملاء المتضررين من ثغرة عثر عليها في تحديث واحد للمحتوى لمستخدمي ويندوز»، مضيفاً أن ما حدث «لا يعد حادثاً أمنياً أو هجوماً سيبرانياً»، وأنه «تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر تصحيح». عطل مايكروسوفت 2024 مباشرة بعد حدوث العطل تسبب في إلغاء أكثر من 1000 رحلة جوية حول العالم، وأدى إلى انخفاض أسهم كراود سترايك بأكثر من 20% في التداولات غير الرسمية في الولاياتالمتحدة، مما يعادل خسارة 16 مليار دولار من قيمتها السوقية. وتعقيبًا على هذا العطل التقني أوضح وليد حجاج خبير أمن المعلومات أن ما حدث ليست هجمة سيبرانية ويعود سبب هذا العطل التقني لتحديث قامت به شركة كراود سترايك للأجهزة المستخدمة لأنظمة مايكروسوفت وبالتالي يتأثر به فقط مستخدم برمجيات مايكروسوفت وخدمات سترايك. وأضاف «حجاج» في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم» أن شركة كراود سترايك تتواصل مع عملائها بمختلف أنحاء العالم لحل أزمة الأعطال الحالية، مضيفًا أن سبب الأزمة تمثل في وجود الكثير من المؤسسات والشركات العالمية والبنوك والبورصات والمطارات تعتمد في أنظمتها على مايكروسوفت وخدمات سترايك. وأشار خبير أمن المعلومات أن المؤسسات والشركات المصرية لا تعتمد بشكل كبير على خدمات شركة كراود سترايك وبالتالي تأثيرها محدود في مصر، موضحًا أن على مصر أن تتبنى مشروع رقمي خاص يتضمن إنشاء أنظمة تشغيل وشركات أمن سيبراني قومية لتجنب مثل هذه الأعطال واحتمالية حدوث هجمات دولية مؤثرة، محذرًا أنه لطالما نستخدم الأنظمة الغربية والأجنبية في التشغيل والأمن السيبراني ستظل احتمالية حدوث هذه الأعطال كبيرة جدًا مما يهدد الأمن القومي. سبب عطل مايكروسوفت 2024 في هذا الصدد قال الدكتور محمد خليف استشاري الابتكار والتحول الرقمي، إنه لا يمكن الاستغناء عن تكنولوجيا التحول الرقمي لأنها أصبحت عُنصر رئيسي في حياة الجميع، وبالفعل رأينا أهمية التكنولوجيا بعد ما حدث اليوم من خسائر لمست جميع مناحي الحياة، مثل الطيران والصحة وغيرها من قطاعات هامة، ولكن أي تكنولوجيا تم انشاءها في العالم لها مزايا وأيضًا لها أضرار، أهمها التحديثات أو مشكلة تقنية ناتجة عن خطأ بشري، أو عن طريق cyber security والهجمات السيبرانية. وأضاف خليف ل«المصري اليوم»، أنه لمواجهة هذه المُشكلات هُناك عدة عوامل تتمثل في وجود منظومة من القواعد والسياسات التي تُتيح للؤسسات والحكومات أختيار التكنولوجيا السليمة وأختبارها، وذلك لتجنب الوقوع في أخطاء جسيمة من المُمكن أن تؤدي إلى تأثر البنيات التحتية إلى التعطل، وأيضًا مخاطر أخرى كبيرة. وأوضح، يجب أن يكون هُناك جزء إداري للقيادات لتعليمهم كيفية اختيار التكنولوجيا الأمثل والأنسب لهم، وليست الأحدث، وليس مشروطًا أن يتم استيراد جميع متطلبات التشغيل من الخارج، ويُمكن التغَلُب على الاختراق، وما شابه من سلبيات عن طريق الإدارة والسياسات الناجحة في إدارة التكنولوجيا. وأفاد، أن ما حدث يُعد خطأ تقني ونظام software لشركة crowd strike وهي الشركة المتخصصة في آمن المعلومات، ويتم تحديث النظام ويتم تحميله على أنظمة windows، لحمايتها من الاختراقات والهجمات السيبرانية، ولكن حدث خطأ بحسب تصريحات المدير التنفيذي للشركة في البرمجة والخوارزميات الخاصة بالتحديث، مما تسبب في تأثر جميع الأنظمة المُرتبطة بالويندوز أو الأنظمة التي تعتمد على كراود سترايك بشكل كبير. وشرح، أما حجم الخسائر يُمكن تقديره عن طريق مُدة عدم الإتاحة والخدمات المُعطلة، مما ترتفع نسبة الخسائر، هناك أيضًا خسائر اقتصادية للشركات التي لها علاقة بهذه المُشكلة، أو الشركات المتأثرة، كل هذه الشركات تأثر أسهمها في البورصة. ولفت، ما حدث يُعد بمثابة فُرصة لنا في العالم العربي أن يتهم الاهتمام ببناء كوادر وطنية في مجالات التكنولوجيا الرقمية، وليس الاعتماد بشكل كبير أو كامل على الغرب، ويجب التدريب والتأهيل وهذا ما تتبعه الحكومة المصرية بالفعل خلال الفترة الماضية عطل كراود سترايك 2024 أستراليا كانت أولى الدول المتأثرة، حيث تعطلت الرحلات الجوية في مطار سيدني، وتعطلت أنظمة الدفع في المتاجر بما في ذلك متاجر Woolworths، إضافة إلى تأثر مؤسسات مالية مثل بنك أستراليا الوطني. في الولاياتالمتحدة، أوقفت العديد من شركات الطيران مثل يونايتد ودلتا وأمريكان إيرلاينز رحلاتها الجوية حول العالم، وقالت خدمة المترو في واشنطن إن «جميع محطات المترو الخارجية فتحت أبوابها في الوقت المحدد والخدمة تعمل كما هو مقرر لها»، بعد أن حذرت المستخدمين من حدوث تأخيرات بسبب مشاكل تكنولوجية. في ألمانيا، عادت حركة الطيران جزئياً إلى مطار برلين بعد تأخيرات في تسجيل الوصول بسبب خطأ فني. وفي إسبانيا، أُبلغ عن عطل في جميع مطارات البلاد، حيث تواصل العمليات بالأنظمة اليدوية. في المملكة المتحدة، تعرض مطار إدنبره لانقطاع في الخدمات حيث توقفت شاشات المغادرة عن العمل، مما أدى إلى فوات بعض الركاب لرحلاتهم. وأفادت شركة الطيران الأوروبية رايون إير بانقطاعات محتملة عبر الشبكة بسبب «انقطاع التيار من طرف ثالث». وأعلن مطار شيفول في أمستردام عن تأخير بسبب انقطاع تكنولوجيا المعلومات، مما أثر على الرحلات الجوية. كما ألغت الخطوط التركية 84 رحلة بعد العطل المعلوماتي، وأكد يحيى أسطون من الخطوط التركية أن الرحلات ستعود تدريجياً إلى طبيعتها. بينما لم تتأثر مطارات بكين بالعطل التكنولوجي العالمي، تأثرت قطاعات أخرى مثل القطارات، حيث عانت شركة قطارات بريطانية من «مشكلات واسعة النطاق في الانترنت». في هولندا، أفادت عدة مستشفيات أن العطل أدى إلى إغلاق قسم للطوارئ وتأجيل عمليات جراحية. في إسرائيل، تحول 15 مستشفى للعمل بشكل يدوي دون التأثير على الخدمة الطبية المقدمة. أما في مصر، فقد أعلنت الحكومة تشكيل خلية أزمة لمتابعة التأثيرات المحتملة للعطل، مؤكدة أن جميع المطارات تعمل بشكل طبيعي حتى الآن. وفي العراق، أوضح مدير مطار بغداد الدولي أن الرحلات لم تتأثر لأن النظام يعتمد على «أماديوس» للحجز و«السيتا» للمغادرة الآلية.
