مجلس التعاون لدول الخليج يعلن تضامنه مع مصر ضد تصريحات نتنياهو    ماذا طلب ترامب من المحكمة الفيدرالية بشأن الانتخابات؟    في بيان رسمي، غزل المحلة يتوعد محمود الزنفلي بعد إعلان انتقاله إلى حرس الحدود    رابطة الأندية تكشف سبب عدم استلام الأهلي لدرع الدوري.. وموعد بداية الموسم الجديد    حريق في محل حلويات بميدان الحسين والتحريات الأولية تكشف السبب    9 توجيهات مهمة من التعليم للمديريات بشأن العام الدراسي الجديد    رسميًا.. أحمد عبد الرؤوف مديرًا فنيًا ل«السكة الحديد»    بمشاركة صلاح| مران منتخب مصر.. «تقسيمة» وجمل فنية وإحماءات    الساعة هترجع 60 دقيقة.. تطبيق التوقيت الشتوي بداية من هذا اليوم    الخارجية العراقية: ندين بشدة تصريحات إسرائيل التي تستهدف عرقلة جهود وقف إطلاق النار في غزة    عمر خيرت: تأليف الموسيقى متعب مثل تربية الأبناء.. واللحن هو ابني    المولد النبوي الشريف: ذكرى متجددة لسيرة النبي ومكارم الأخلاق    طريقة عمل السمسمية بمناسبة ذكري المولد النبوي الشريف 2024    وصول 350 ألف جرعة إضافية من لقاحات شلل الأطفال إلى قطاع غزة    سمارت: «معرض الطيران» فرصة للتعاون الدولي في تطوير الصناعة    رسميًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2024 في مصر وعدد أيام الإجازة بعد ترحيلها    السيسي يحمل 3 ملفات إفريقية حرجة خلال زيارته إلى تركيا    داعية:" إيه اللي هيحصل ل إلهام شاهين لو المخرج ساب العمل ونزل يصلي"    تريزيجيه بعد انضمامه للريان القطري: تحدٍ جديد    باحث بالشأن الإسرائيلي: مقترح بايدن سيحمل اشتراطات نتنياهو الجديدة    تركيا تتصدر قائمة أكبر 10 دول استيرادا للغاز المصري بقيمة 2.6 مليار دولار    طارق فهمي: العلاقات المصرية التركية تمر بمرحلة إيجابية بعد زيارة أردوغان    التواجد العسكري التركي في ليبيا عقبة أمام التقارب بين القاهرة وأنقرة    داعية: مساكنة إيناس الدغيدي قبل الزواج فاحشة وليست حرية    سابقة تاريخية.. "المحامين": قدمنا 20 اعتراض على مشروع قانون الإجراءات الجنائية    نشرة التوك شو| تفاصيل زيارة الرئيس لتركيا.. وإصدار رقم قومي للعقارات    تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي بالدرجات والنسبة المئوية الآن (الموعد الرسمي والرابط المباشر المعتمد للتقديم)    ملف يلا كورة.. تريزيجيه ينضم إلى الريان.. موعد تقديم عبد المنعم.. ومفاوضات الزمالك مع بوبيندزا    الزمالك يكشف عن موعد ودية جديدة أثناء معسكر برج العرب    نادر السيد: لا بد من تغيير سياسة التعاقدات في مصر    جراحة ناجحة لناشيئ الزمالك بعد ودية طلائع الجيش    عيار 21 يعود إلى سابق عهده.. أسعار الذهب تنخفض 320 جنيهًا اليوم الأربعاء بالصاغة    بعد هبوط في وول ستريت.. هل تتكرر موجة بيع الأسهم العالمية وتضرب البورصة المصرية؟    إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة على طريق قنا-سفاجا    إخماد حريق داخل مصنع فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    المنوفية.. السيطرة على تسرب غاز بإحدى قرى أشمون دون إصابات    تفاصيل إحالة 17 متهمًا بقضية رشوة مقابل خمور وسجائر لمحكمة الجنايات    حريق هائل في مصنع أخشاب بالمنطقة الصناعية الثانية بأكتوبر ووقوع مصابين    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 4 سبتمبر 2024    حظك اليوم| الأربعاء 4 سبتمبر لمواليد برج الدلو    داسو للطيران: علاقتنا بمصر استراتيجية وشريك مهم وموثوق بها    فيفي عبده تنضم ل "العتاولة 2" مع أحمد السقا وطارق لطفي    حظك اليوم| الأربعاء 4 سبتمبر لمواليد برج الاسد    نسمة محجوب تتألق بافتتاح معرض مصر للطيران والفضاء بالعلمين الجديدة    عمر خيرت يمتع جمهور صاحبة السعادة بمهرجان العلمين بمقطوعة صابر يا عم صابر    رئاسة مركز الخارجة: إجراء القرعة العلنية لتسليم الأراضي الزراعية بقرية بشاير الخير 2    خالد الجندي ل إلهام شاهين: الصلاة في وقتها أهم من الجهاد وبر الوالدين    الهابيتات يعقد اجتماعات مكثفة استعدادا لاستضافة مصر المنتدي الحضري العالمي 2024    خبير اقتصادي: تداولات البورصة في القاع.. وستصعد للقمة بقوة    الكشف على 1217 مواطنًا بالقافلة الطبية بمركز طب أسرة التل الكبير بالإسماعيلية    حملة الأمم المتحدة تنجح في تطعيم عدد أكبر من المستهدف ضد شلل الأطفال في غزة    استعدادا للمدارس، طريقة عمل العيش الفينو في البيت    مصطفى الفقي: الصبر الاستراتيجي لمصر على إثيوبيا كاد ينفد    حدث بالفن| عمرو سعد ينشر صورة ابنته "حبيبة" ونجل عمرو دياب يثير الجدل حول "تووليت" وشيرين تعلن تصالحها مع ياسر قنطوش    اندلاع حريق بمخزن أخشاب في أكتوبر    أمين الفتوى: لو اتبعنا هذا المبدأ ستحل كل مشاكلنا وهذه نصيحتي للتعامل مع النساء (فيديو)    بعد استطلاع هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوي الشريف رسميا    خالد الجندي: الصلاة في وقتها أهم من الجهاد وبر الوالدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى اكتشافه.. كيف ساهم حجر رشيد في تأسيس علم المصريات؟
نشر في المصري اليوم يوم 19 - 07 - 2024

في محيط قلعة قايتباي بالجهة الشمالية من مدينة رشيد بالإسكندرية، عثر أحد جنود الفرقة التي بعثها القائد الفرنسي «مينو»، على لوحٍ حجري أسود اللون منقوش عليه كتاباتٍ قديمة، وذلك في أثناء تجهيز القلعة لاستخدامها في صد هجمات الإنجليز إبان الحملة الفرنسية على مصر، ليصبح يوم 19 يوليو لعام 1799 حلقة وصل بين ماضي مصر وحاضرها ونقطة تحول في تاريخ حضارتها العريقة.
معلومات عن مكتشف حجر رشيد
الجندي الذي اكتشف حجر رشيد يدعى «بيير فرانسواه بوشار»، درس الرياضيات ثم انضم للجيش في عام 1793، وكان يبلغ من العمر آنذاك 22 عاما فقط، وجرى تعيينه في باريس برتبة رقيب في فرقة الرماية بالقنابل، وفقا لما ذكره الدكتور أحمد يوسف عضو المجمع العلمي المصري في دراسته التاريخية «الضابط بوشار الذي لا نعرفه مكتشف حجر رشيد» والتي تناولت حياة الفرنسي الذي ساهم في معرفة أسرار التاريخ المصري القديم، فقال إنه وصل إلى مصر ضمن مجموعة من علماء الحملة الفرنسية من أجل دراسة الآثار القديمة والتعرف على العلوم التي برع فيها المصريون، إذ اعتمد قائد الحملة «نابليون بونابرت» في هذه المهمة على نحو 167 عالما وفنانا من أبرز علماء فرنسا في العلوم والفنون والآداب، مجاريا بذلك مثله الأعلى وهو «الإسكندر الأكبر» في تكوين إمبراطوريته في الشرق، حتى أسفرت الجهود العلمية عن تقديم مصر لأول مرة إلى العالم بطريقة علمية في موسوعة «وصف مصر» التي تعبر عن مجموع الملاحظات والبحوث التي جرت خلال حملة الجيش الفرنسي، والتي صدرت طبعتها الأولى في عام 1822، فضلا عن إنجاز كتاب «رحلة في مصر السفلى والعليا أثناء حملات الجنرال بونابرت» لفيفان دينون، ويبقى حجر رشيد هو المفتاح السحري لتلك الكنوز المعرفية القيمة.
اكتشاف أثري مذهل
في مساء يوم 19 يوليو 1799، كانت مدينة رشيد على موعد مع «بوشار» وفرقته عندما كلُف بمهمة تجهيز تحصينات دفاعية على ضفة النيل الغربية، ليأمر عماله بإزالة أنقاض إحدى القلاع المصرية القديمة، وهي قلعة قايتباي، التي يرجع بناؤها إلى القرن الخامس عشر الميلادي إبان الحكم المملوكي لمصر، وعندها يكتشف رجاله كتلة حجرية من ال«غرانوديورايت»، وهو عبارة عن حجر صلد يشبه الجرانيت ولكن يغلب عليه اللون الرمادي، وبلغ ارتفاعها نحو متر، أما عرضها فهو 73 سنتيمترا، وبسُمك 27 سنتيمترا.
وبحسب ما ذكره الدكتور سليم حسن في الجزء الخامس عشر من موسوعته الشهيرة «مصر القديمة»، أمر «مينو» خليفة «بونابرت» في قيادة جيش الحملة داخل مصر، بنقل الحجر إلى المجمع العلمي المصري في القاهرة، وهناك تقدم مجموعة من العلماء لمحاولة فك الرموز المحفورة عليه والتي يبدو أنها تتيح للعالم فرصة التعرف على الحروف الهيروغليفية المنقوشة على جدران المعابد المصرية القديمة.
خروج حجر رشيد من مصر
بعد إجبار الإنجليز للحملة الفرنسية بالخروج من مصر في أغسطس عام 1801، سعوا إلى ضم حجر رشيد إلى غنائمهم الحربية، فبرغم إصرار أعضاء المجمع العلمي المصري، أخذ الإنجليز الحجر إلى المتحف البريطاني، ليستقر هناك منذ ذلك الحين فأصبح على الباحثين الفرنسيين الذين لم يستطيعوا السفر إلى لندن، الاعتماد على نسخ من الحجر بتطبيق أسلوب معين في أخذ البصمة من النص اتبعه العالم «جوزيف مارسيل»، مدير المطبعة الفرنسية، لتصل النسخة إلى المجمع العلمي الفرنسي، ومن خلالها يخترق «شامبليون» فيما بعد لغز الكتابة الهيروغليفية القديمة، ليكتشف أن تاريخ حجر رشيد يعود إلى عام 196 قبل الميلاد، وهو عبارة عن مرسوم ملكي صدر في مدينة منف تخليدا من مجلس الكهنة للحاكم الإغريقي بطليموس الخامس في أول احتفال للذكرى الأولى لتتويجه، وكان يبلغ من العمر حينها 13 عام.
طريقة شامبليون في فك رموز حجر رشيد
وبحسب الدكتور وجيه عبدالصادق أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، جاء نص الاحتفال المدون على الحجر الشهير بلغتين وثلاثة كتابات، هما: الهيروغليفية، اللغة الرسمية في مصر القديمة والديموطيقية، الكتابة الشعبية في مصر القديمة، إلى جانب اليونانية القديمة، التي تعتبر لغة الطبقة الحاكمة في ذلك الوقت، بواقع 14 سطرا بالأولى و32 سطرا بالثانية و54 سطر بالثالثة، وعن طريق مقارنة النصوص اليونانية بالنصوص التي فوقها من الديموطيقية غير المعروفة تمكن «شامبليون» من معرفة أصوات الكلمات الخاصة بالأسماء مثل اسم كيلوباترا، وفهم تماثل نطق بعض الكلمات اليونانية بالنصوص الهيروغليفية، مستغلا إلمامه باللغة القبطية والتي كانت عبارة عن مزيج بين اللغة المصرية القديمة وبين اليونانية، ليتمكن من ربط اللغات ببعضها، وبالتالي إتاحة الفرصة لقراءة النصوص المصرية القديمة المدونة على جدران المعابد ولفائف البردي، التي نقلت للعالم منذ فك رموز حجر رشيد عام 1822، أمورا مذهلة حول النصوص المقدسة وأساليب معيشة المصري القديم والعلوم التي توصل إليها لتنتقل إلينا بعد آلاف الأعوام عن طريق علم المصريات الذي يمكن اعتبار العالم الفرنسي «شامبليون» هو المؤسس الحقيقي له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.