أكد وزير الخارجية والهجرة، السفير بدر عبدالعاطي، أهمية العمل للتوصل إلى وقف فوري ومستدام للعمليات العسكرية في السودان، حفاظا على مقدرات شعبه وحتى تتمكن مؤسسات الدولة من الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه مواطنيها. وشدد عبدالعاطي، في كلمته خلال مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية المنعقد بالقاهرة، اليوم السبت، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لآمال وطموحات الشعب السوداني. وأعرب عن شكره لجميع الحضور وقبول الدعوة الموجهة إليهم من مصر للمشاركة في هذا المؤتمر الهام، مؤكدًا حرص مصر على استضافة هذا المؤتمر لمناقشة الأوضاع المأساوية الحالية في السودان الشقيق. وأضاف أن هذا المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الشقيق يمر خلالها هذا البلد الجار العزيز والعظيم بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية وعلى العالم أجمع وعلى دول جوار السودان بشكل خاص باعتبار أنها الدول الأشد تأثرا بهذه الأزمة. وتابع: «ليس خافيا على أحد خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق وتداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد عن العام، والتي سالت خلالها دماء عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء ونزح الملايين من السكان إلى المناطق أكثر أمنا سواء داخل السودان أو باللجوء إلى دول الجوار، فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة وتدمير العديد من المرافق الحيوية في البلاد، ويضاف إلى ذلك العقبات التي تواجه الموسم الزراعي مما ترتب عليه نقص حاد في الأغذية، كما أدى الصراع أيضا إلى تدهور المؤسسات الصحية ونقص في الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية؛ الأمر الذي أدى إلى تداعيات صحية كارثية على مجمل الأوضاع الإنسانية». وأوضح عبدالعاطي أن الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية في السودان سيتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من مختلف أطراف المجتمع الدولي وبما يتفق مع فداحة هذه الأزمة الخطيرة والتي تتطلب بطبيعة الحال معالجة الأزمة من جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي.