شهدت سينما الشعب فى القاهرةوالمحافظات إقبالًا كثيفًا خلال إجازة عيد الأضحى، حيث عرضت الهيئة العامة لقصور الثقافة 4 أفلام جديدة، بأسعار مخفضة فى 18 محافظة. فى الإسكندرية، تصدر فيلم «ولاد رزق 3 القاضية»، شباك تذاكر جميع دور العرض، وقال خالد كمال، مسؤول بالشركة القابضة للقصور الثقافية والسينمائية فى منطقة الإسكندرية، المدير السابق لسينما راديو، إن دور العرض السينمائى على مستوى المحافظة، شهدت إقبالًا غير مسبوق خلال أيام العيد، خاصة التى تعرض فيلم «ولاد رزق 3 القاضية»، والذى جعل دور السينما كومبليت بنسبة 100%. وأضاف «كمال»، ل«المصرى اليوم»، أن الإسكندرية تضم قطاعين من دور العرض السينمائى، هما دور عرض سينما الشعب وتضم «سينما فريال والقصور الثقافية مثل الأنفوشى والشاطبى والجمرك»، وتقدم سينما الشعب بأسعار زمان وتبدأ تذاكرها من 40 جنيهًا بعدما كانت ب20 جنيهًا فى السابق، نظرًا لارتفاع الأسعار بشكل عام، والنوع الثانى هو دور السينما التابعة للقطاع الخاص، منوهًا بأن سينما الشعب التى تتسم بطابع «الخروجات الرخيصة»، شهدت إقبالًا عظيمًا، بسبب انخفاض سعر التذكرة، والذى يختلف فى الحفلات الصباحية عن المسائية؛ إلا أنها لم تتعد 40 جنيهًا، ما يجعلها فسحة بسيطة فى مصيف الإسكندرية خلال تلك الآونة خاصة فى عيد الأضحى. وفى الإسماعيلية، عرضت سينما الشعب بقصر الثقافة فيلم «أهل الكهف» الذى شهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين بينما كان الإقبال أكبر على دور السينما التى تعرض «ولاد رزق 3». وشهد العرض المسرحى «اللعب مع العيال» الذى يُعرض على شاشة سينما قصر ثقافة العريش فى شمال سيناء، إقبالًا كبيرًا من المواطنين من أبناء المحافظة والمصطافين والزائرين، خلال أيام عيد الأضحى، وقال أشرف المشرحانى، رئيس فرع ثقافة شمال سيناء، إن العرض المسرحى جرى عرضه فى سينما قصر ثقافة العريش خلال أيام العيد ضمن مشروع «سينما الشعب» والذى تقدم فيه وزارة الثقافة أحدث الأفلام بأسعار مخفضة فى إطار تحقيق العدالة الثقافية. وأضاف «المشرحانى» أن عرض الفيلم يبدأ من الساعة ال10 صباحًا وحتى ال12 منتصف الليل يوميًا طوال أيام عيد الأضحى، بسعر موحد ومخفض للتذكرة بقيمة 40 جنيهًا للفرد لجميع الحفلات، لافتًا إلى أن «سينما الشعب» أحد مشروعات وزارة الثقافة، ويستهدف تقديم أحدث الأعمال السينمائية للجمهور بأسعار مخفضة بمواقع قصور الثقافة المنتشرة فى المحافظات، خاصة التى تفتقر لوجود دور عرض سينمائى، ضمن برامج العدالة الثقافية للوزارة، إذ ينفذ بإشراف الفنان تامر عبدالمنعم، المدير التنفيذى للمشروع. وأشار «المشرحانى» إلى أن الفيلم تم تصويره فى المناطق النائية فى عدد من المحافظات، منها جنوبسيناء والبحر الأحمر ومطروح والقاهرة ودمياط، حيث تم تصوير معظم مشاهده فى مدن «سيوة ونويبع وشرم الشيخ والغردقة فى تلك المحافظات». وفى الوادى الجديد، شهدت سينما «هيبس» الوحيدة فى المحافظة، والتى تعد واحدة من أهم المنابر الثقافية لسكان الواحات، إقبالًا كبيرًا من المواطنين، خاصة الأسر التى حرصت على التوافد على مشاهدة فيلم «ولاد رزق3»، وقالت ابتسام عبدالمريد، مدير عام الثقافة، إن سعر التذكرة 40 جنيهًا، حيث ساهمت سينما الشعب بشكل كبير فى عرض وتوفير الأفلام بأسعار مخفضة لإثراء الحراك الثقافى، موضحة أن الحضور الجماهيرى لعروض سينما الشعب يعكس ثقة المواطن فى المنتج الثقافى للدولة، ويؤكد قدرة أبناء الوطن على انتقاء المواد الإبداعية الجادة. فى السياق ذاته، يعاود أبناء محافظة المنيا الحنين إلى دور العرض السينمائى التى كانت ملء السمع والبصر لانتشارها فى كل مراكز المحافظة، لما كانت تمثله من متنفس ثقافى لأبناء المحافظة قبل أن تصبح فى خبر كان، ولم يعد لدور العرض وجود فى مراكز المحافظة ال9، مثلما كانت فى الماضى، بعد أن هُدمت وتحولت إلى مجمعات تجارية وأبراج سكنية، بخلاف مدينة المنيا العاصمة. واقتصرت دور العرض السينمائى على عدد قليل فى مدينة المنيا عاصمة المحافظة فقط، وكانت تلك المدينة تضم 3 دور عرض سينمائى، هى «ميامى، بالاس، وفريال»، حيث كانت سينما بالاس شتوية تعمل فى فصل الشتاء فقط، أما فريال فكانت صيفية مفتوحة، وعلى بعد أمتار منهما كانت توجد «ميامى»، أما المسؤول عن تشغيل الأفلام فكان شخصًا يونانيًا يدعى «كوستا». وتحولت إحدى دور العرض السينمائى ال3 من المنيا، إلى مول تجارى، بينما أغلقت بقية الدور منذ ما يقرب من 25 عامًا، ويوجد فى الوقت الحالى سينما القوات المسلحة، وسينما بالمنيا الجديدة، وأخرى بنادى السكة الحديد، فيما ظلت 8 مدن محرومة من السينما. يقول نشأت سعد، 77 سنة على المعاش: «كل مراكز محافظة المنيا كان به سينما واحدة على الأقل إن لم يكن أكثر، ولكن الآن لا يوجد سوى سينما واحدة فى مدينة المنيا عاصمة المحافظة فقط، فعلى سبيل المثال كانت مدينة الفكرية بمركز أبو قرقاص تحتوى على دارى عرض، وذلك منذ الخمسينيات من القرن الماضى». أما فى مدينة ملوى جنوب المحافظة، فيضيف رضا عادل، من أهالى المدينة: «ملوى أكبر مراكز المحافظة من حيث المساحة وعدد السكان، وهو ثانى أكبر مركز على مستوى الجمهورية، ومع ذلك لا توجد به قاعة عرض سينما واحدة، رغم أنه كان فى الماضى به أكبر سينمات المحافظة والآن هو مبنى متهالك ومهجور يقع على الطريق (القاهرة- أسوان) الزراعى مباشرة». وتابع «رضا»: «السينما كانت متنفسًا فى الأعياد لأكثر من 74 قرية تتبع مركز ملوى، ولكن هل يعقل أن يسافر أبناء قرى ملوى مسافة تتخطى ال80 كيلومترًا لمدينة المنيا ليشاهدوا أفلام العيد فى السينما؟! لذا نطالب الدولة بالاهتمام بهذا الفن الراقى»، فيما واصل محمد حسن: «اشتهرت المدينة قديمًا بدور للسينما التى تعرض الأفلام العربية والأجنبية، والتى زادت عن 4 سينمات ثابتة وأخرى متحركة تعرض أفلامها بالشوارع وأعلى الأسطح الكبيرة بالأماكن العامة وسطع بيت الثقافة أعلى المطافئ فى السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضى، وأصبحت كلها غير موجودة لتنازع الورثة، حيث إن جميعها ملكيات خاصة وليست قطاعًا عامًا».
