اصطحب والده في هدوء إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، تاركًا والدته المريضة بمحل إقامتهم بقرية كفر شلشلمون، التابعة لمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، على أن يؤدي عنها الفريضة لعدم قدرتها على مشقة السفر، وسط حزنه الشديد الذي لا ينقطع منذ عامين تقريبًا على وفاة شقيقه الأصغر، وخلال أدائه مناسك الحج ودعائه المتواصل لشقيقه بالرحمة والمغفرة، صعدت روحه إلى بارئها في ثاني أيام عيد الأضحى. وفاة الصيدلي محمد جوهري السواح حولت فرحة أهالي القرية والقرى المجاورة بعيد الأضحى لحالة من الحزن الشديد، وسط دعوات الجميع بأن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يلهم والديه الصبر والسلوان، داعين الله أن يرزقهم حسن خاتمته، فيما تحولت صفحات المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بمركز ومدينة منيا القمح إلى دفتر عزاء ينعون فيه الفقيد الذي توفي ثاني أيام عيد الأضحى المبارك أثناء أداء فريضة الحج. «محمد» كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يوم وقفة عرفات، أنه سافر لأداء فريضة الحج عن والدته، وقبلها بيوم واحد كتب داعيًا لشقيقه الأصغر «وائل» بالرحمة والمغفرة، والذي توفي منذ نحو عامين، قائلًا: «اللهم إني أسالك في يوم التروية أن ترحم أخي وائل جوهري السواح، الذي هو في ذمتك وفي حبل جوارك رحمة واسعة، وأن توسع له قبره، وأن تفرشه بفراش من الجنة، وأن تريه مقعده من الجنة يارب العالمين، اللهم يا أرحم الراحمين أسالك في يوم التروية أن يكون حبيبي ممن بشرتهم عند الموت بروح وريحان ورب راض عنهم غير غضبان». المئات من الأهالي بالقرية أدوا صلاة الغائب على روح «محمد»، مساء أمس الثلاثاء، فيما شهد بعض شباب ورجال القرية المتواجدين بالمملكة العربية السعودية مراسم تشييع ودفن جثمان الفقيد، فجر اليوم الأربعاء، في مقابر الشرائع بمكه المكرمة.