شاركت الجاليات المصرية المقيمة في الخارج، في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، من مختلف عواصم العالم، تضامنا مع المتظاهرين في القاهرة وفي سائر محافظات مصر. ومثلما انقسم المصريون بين احتفالات رسمية أقامها المجلس العسكري، وفعاليات غاضبة ركزت على إحياء ذكرى الشهداء، وتجديد مطالب الثورة بإنهاء الحكم العسكري وتسليم الدولة لسلطة مدنية، انقسم المصريون في الخارج بين الاحتفالات الرسمية داخل السفارات والقنصليات المصرية، والمسيرات الاحتجاجية التي نظمها أبناء الجالية خارج مقارها. وبينما اتسمت مشاركات الجاليات المصرية في أمريكا الدول الأوروبية بحرية التعبير، والتفاعل الإيجابي مع الأحداث في مصر، سواء برفض احتفالات السفارات أو تأييدها، جاءت مشاركة الجاليات المصريين في دول الخليج أقل تفاعلا، لاعتبارات أمنية، تتعلق بالأنظمة العربية، على رأسها رفض استصدار تصاريح للاحتجاج الرسمي، كما حدث مع السلطات القطرية. المصريون-الأمريكيون يتظاهرون أمام السفارة ففي واشنطن، أعلن تجمع المصريين-الأمريكيين عن تنظيم مظاهرة احتجاجية أمام مقر السفارة المصرية، بالتزامن مع الاحتفالية التي تقيمها السفارة لإحياء ذكرى مرور عام على ثورة 25 يناير، للمطالبة ب «رحيل العسكر وتسليم السلطة إلى إدارة مدنية وتحقيق مطالب الثورة». وتقام احتفالية السفارة بمشاركة عدد من المسؤولين الأمريكيين - كممثلين عن إدارة الرئيس باراك أوباما. ويستقبل السفير سامح شكري، سفير مصر بالولايات المتحدة، ممثلين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاجون). كما يشارك اللواء محمد الكشكي الملحق العسكري في واشنطن، ممثلا عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة. مظاهرات مصرية في أوروبا من أثينا إلى روما إلى برلين وفي أوروبا، وبينما دعت جميع السفارات المصرية إلى احتفالات مسائية، نظم مصريون فعاليات احتجاجية. تشهد إيطاليا 3 مسيرات نظمها أعضاء من الجالية، على اختلاف توجهاتهم، تضامنا مع الثوار في ميدان التحرير، وذلك في ميدان «أوستينسا» في روما، وفي ميدان «ميلانو»، وفي مدينة «فينيسيا». وقال نبيل حسان، أحد أبناء الجالية الداعين لتلك الفعاليات، ل «المصري اليوم» إن «ممثلي جمعيات حقوقية واجتماعية وأحزاب إيطالية مختلفة ستشارك المصريين في وقفاتهم، إلى جانب وقفات مماثلة سيتم تنظيمها أمام بعض المساجد والمراكز الإسلامية». وفي فرنسا، دعا عدد من المصريين إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المنظمة الدولية ل «اليونسكو». وفي اليونان، توافد العشرات على ميدان «الدستور»، وسط العاصمة، مرددين شعارات: «إضرب نار إضرب حي .. يا طنطاوي دورك جاي». وفي ألمانيا، دُعي المصريين للتظاهر في 4 مدن مختلفة. وستشهد برلين وحدها 3 مظاهرات مختلفة، أحدها أمام السفارة، وثانية عند بوابة «براندنبيرج» التاريخية. وفي تصريحات ل «المصري اليوم»، أكد كريم أبو العينين، سكرتير ثاني في السفارة المصرية في برلين، أن السفارة دعت لإحياء ذكرى 25 يناير، بفعالية ثقافية مسائية، لعرض أفلام وثائقة عن الثورة، مشددا على أن الأجواء «لن تكون احتفالية، إنما هي إحياء للذكرى واستكمال لمطالب الثورة». إجراءات أمنية مشددة حول السفارة المصرية في البحرين أما في دول الخليج، فقد فرضت السفارة المصرية في المنامة إجراءات أمنية مشددة حول مقرها. وأحاطت قوات الشرطة المحلية بالمبنى، مدعمة بقوات إضافية وسيارات جيب، لتأمين السفارة، تحسبا لأي تصعيد متوقع للأحداث في ميدان التحرير في مصر. يأتي ذلك رغم تأكيد مصادر ل «المصري اليوم» بأن السفارة لم تتلق أي إخطار من أي جهة بتنظيم فعاليات من قبل الجالية، سواء من المحتفلين بذكرى الثورة، أو المطالبين باستمرارها حتى تتحقق أهدافها بالكامل. من جانبه، صرح كريم شريف، مستشار أول السفارة المصرية في البحرين، بأن السفارة ستقيم حفلا صغيرا بمناسبة الذكرى الأولى للثورة، دعت إليه مجموعة من أبناء الجالية المصرية في البحرين، التي يقدر إجمالي عددها بنحو 22 ألف مواطن. وردا على سؤال ما إذا كانت هناك أي مشاركة من جانب المصريين في البحرين في فعاليات للتضامن مع ميدان التحرير، قال المهندس مصطفى سليمان، أحد أبناء الجالية، إن قلة عدد المصريين في المملكة من جهة، والظروف التي تعيشها البحرين من جهة أخرى، تحول دون تنظيم فعاليات مصاحبة لذكرى الثورة. «احتفال» السفارة في الخليج يشعل الجدل الإلكتروني بين الجالية وفي الكويت، وبينما أعلنت السفارة المصرية في الكويت أنها ستقيم حفلا في المساء، لم يجد بعض أبناء الجالية وسيلة للتعبير عن استيائهم من موقف السفارة، سوى عبر مواقع التواصل الاجتماعية، التي اشتعل فيها السجال بين المؤيدين والرافضين لدعوة السفارة. وعلق هاني فارس، أحد أبناء الجالية المصرية في الكويت، على الحديث حول الاحتفال بقوله «بكره عيد الشرطة كل عام وأنتم طيبين»، فيما أدى إعلان أحمد علم الدين، من أبناء الجالية، عن تلقيه دعوة من السفير، إلى تهكم البعض عليه، متهمينه ب «الانضمام إلى طابور من باعوا دم الشهيد». في الوقت نفسه، أثارت دعوة السفارة ل «بعض» أبناء الجالية الغضب بين الشباب، الذين اتهموها ب «التعامل بمكيالين»، وأنها لا تزال تنتهج نفس أسلوب ما قبل ثورة يناير وقال أحدهم «يبدو أن الاحتفال ده كمان بالواسطة وفيه مصريين آه ومصريين لأ». الجالية في الإمارات تنتقد اقتصار الدعوات على «النخبة» وفي الإمارات، دعت السفارة المصرية إلى حفل استقبال في سكن السفير بحضور عدد من المسؤولين الإماراتيين ورجال السلك الدبلوماسي، وأبناء الجالية. وانتقد الكثيرون اقتصار الدعوات على من وصفوهم ب «النخبة» فقط من المصريين العاملين في الإمارات، مؤكدين أن علاقة سفارات مصر بالمصريين العاملين في الخارج «يجب أن تتغير، لأن الثورة قامت من أجل البسطاء من العمال وصغار الموظفين.. فلماذا لاتوجه لهم الدعوات أيضاً». وقال محمد مصطفى موسى، صحفي مصري يعمل في جريدة البيان الإماراتية: «الثورة قامت من أجل البسطاء ، فهل نظمت السفارة حفلاً لصغار العمال المصريين العاملين في الإمارات؟ كي يشعرون أنهم في بؤرة اهتمام وطنهم ». المصريون في قطر ممنوعون من التظاهر بأمر السلطات وفي قطر، دعت صفحة للرابطة المصرية على الموقع الإلكتروني «فيس بوك» إلى وقفة صامتة بالملابس السوداء، وحمل صور الشهداء مساء الأربعاء، على هامش الفعاليات التي يقيمها مجلس الجالية في نادي قطر الرياضي، بمناسبة مرور عام على ذكرى ثورة 25 يناير، وذلك بعدما رفضت السلطات القطرية منح تصاريح رسمية للاحتجاجات أمام السفارة. وقال حسين خبيز، أحد المشرفين على الصفحة في تصريح خاص ل «المصري اليوم» إن الدعوة للوقفة الصامتة جاءت اعتراضا على قيام الجالية بالاحتفال بذكرى 25 يناير، مؤكدا أن «الثورة لم تكتمل بعد ولم تتحقق مطالبها، كما أن حقوق الشهداء لم تؤخذ ولم يتم القصاص العادل لهم».
